حديثنا عن علاج الشخصية الفصامية حيث ينتشر اضطراب الشخصية الفصامية بين المجتمع بشكل كبير حيث تشير الإحصائيات بأن اضطراب الشخصية ذات النمط الفصامي يصيب ما يقارب 4 % من نسبة السكان هذا علي أقل تقدير وتتطور أعراض الشخصية الفصامية بشكل ثابت مع مرور الزمن ونظرا لصعوبة علاج اضطرابات الشخصية بشكل عام فالتدخل المبكر بالعلاج له دور كبير في الشفاء من اضطراب الشخصية الفصامية.
وقد أبانت الدراسات بان 50 % من المصابين بالشخصية الفصامية يصابون أيضا بالاكتئاب وعلى الرغم من كون المرض مرتبط وراثيا بالفصام إلا أن نسبة ضئيلة جدا من المرضي قد يتطور معهم الأمر ويصابوا بالفصام أو أيا من أمراض الذهان.
ليس من السهل تشخيص أو علاج الشخصية الفصامية لذا يجب أن يكون التشخيص وعلاج الاضطراب من خلال طبيب نفسي حاذق ذو خبرة في علاج الاضطرابات الشخصية ومن خلال مستشفى بيت الشفا للطب النفسي وعلاج الإدمان وعلاج الشخصية الفصامية حيث الخبرة الواسعة في علاج الاضطرابات الشخصية ومن خلال فريق طبي من الأطباء والاستشاريين النفسيين يتم علاج الشخصية الفصامية في بيئة علاجية متكاملة تساعد علي الشفاء والتعافي.
الفرق بين اضطراب الشخصية الفصامية ومرض الفصام الذهاني
في حقيقة الأمر فإن هناك خلط كبير بين اضطراب الشخصية الفصامية وبين مرض الفصام، وفي الواقع يحتاج تشخيص الاضطرابات النفسية والذهانية و علاج الشخصية الفصامية إلى المختصين وألا يكون الأمر من خلال المرضي أنفسهم أو ذويهم، خاصة أن هناك العديد من الأعراض الذهانية التي قد تكون في أكثر من مرض ذهاني ونفسي ومن يحتاج الأمر إلى طبيب نفسي متمرس ذو خبرة لأجل التشخيص.
الفصام من الأمراض العقلية الشديدة التي يفقد فيها الشخص الاتصال بالواقع فيفقد مريض الفصام العقلي حالة الاستبصار بالواقع، أما عن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الفصامية فإنهم معرضون إلى نوبات من الذهان القصيرة بالإضافة إلى الهلاوس والأوهام علي عكس مرض الفصام الذي يدوم لوقت طويل.
الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الفصامية في العادة يكونوا مدركين للفرق بين أفكارهم المشوهة وبين الواقع الذي يعيشونه علي عكس مرضي الفصام وحالة التشوش وعدم التفرقة بين الحقيقة والخيال، فعلى العكس لا يمكن للأشخاص المصابين بالفصام التخلص من الأوهام بشكل عام.
بالرغم من ان هناك اختلافات كبيرة بين الفصام العقلي وبين اضطراب الشخصية الفصامية إلى أنه يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الفصامية الاستفادة من العلاجات المماثلة لتك التي تتم في علاج الفصام أو مرض انفصام الشخصية، لكن بالطبع تلك الأمراض والاضطرابات مختلفة عن بعضها البعض وكما أشرنا إلى أن المرجع في تفسير تلك الاضطرابات راجع إلى الطبيب النفسي المختص.
ما هي أسباب الشخصية الفصامية؟
لم تزل الحيرة تمتلك الباحثين في مجال الصحة النفسية وعلماء النفس حول العوامل التي تتسبب في الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية لوجود العديد من النظريات التي تتحدث عن أسباب الشخصية الفصامية لكن كما هو الحال في جل الاضطرابات النفسية واضطرابات الشخصية يرجع العلماء أسباب الإصابة إلى مجموعة من العوامل المشتركة وليس ثمة سبب واحد وراء نشوء اضطراب الشخصية الفصامية.
يرجع علماء النفس النموذج النفسي البيولوجي الاجتماعي للسببية في حدوث اضطراب الشخصية الفصامية فالعوامل الجينية والناحية الوراثية والتي في الغالب تلعب دورا ما أيا كان مقداره في كثير من الاضطرابات الشخصية والأمراض النفسية، كذلك العوامل الاجتماعية والتأثر التفاعلي في بداية وقت نمو الشخصية وتطورها في مرحلة الصغر، بالإضافة إلى العوامل النفسية ومدى تكييف الشخصية والمزاج لتعلم آليات المواجهة للتأقلم مع الحياة والتغلب على التحديات، ويغطي هذا النموذج مجموعة معقدة ومتشابكة من العوامل إذ ليس سبب واحد فقط متسبب في الاضطراب بل كل هذه العوامل لها أهمية كبرى في حدوث المرض دون استثناء.
أثناء النمو الطبيعي للأطفال فإنهم يتعلمون بمرور الوقت كيفية ترجمة الإشارات التي يستقبلوها من المجتمع والعالم المحيط وبشكل دقيق ومن ثم يبدأ الاستجابة لتلك الإشارات والمؤثرات علي النحو الملائم لها، لكن أصحاب الشخصية الفصامية يحدث لديهم خطأ في تلك العملية مما يؤدي إلى ظهور اعتقادات غير منطقية في عقل الشخص وتغير في طريقة التفكير عن الشخص الطبيعي لكن إلى هذا الحين لم يتم التعرف علي ماهية هذا الخطأ إلا أن العوامل المختلفة السابق ذكرها تلعب الدور الأكبر في هذا المحور.
ومن عوامل الخطورة التي تزيد من خطر الإصابة المعاناة من التجاهل والإساءات والصدمات التي يحدث في مرحلة الطفولة، ووجود أشخاص مصابين بالاضطراب من الدرجة الأولى يقوي من فرص الإصابة.
تعرف علي: أفضل مصحة نفسية في مصر
ما هي أعراض الإصابة بالشخصية الفصامية النمط؟
في إطار الحديث عن علاج الشخصية الفصامية ففي الواقع تتعدد الأعراض المصاحبة لاضطراب الشخصية فصامية النمط ومن أشهر تلك الأعراض:-
- يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية النمط من الخوف والقلق من الخلطة بالآخرين ممن لا تربطهم بهم أي علاقات وهذا قد يؤدي بدوره إلى انقطاع العلاقات الاجتماعية وربما يصل به الأمر إلى الانطوائية والوحدة.
- ليس لدى هؤلاء الأشخاص ثقة في قدرة الأشخاص الآخرين علي مساعدته وهذا يجعله غير قادر علي الإنجاز في الحياة العملية فهو لا يطلب شيئا من أحد والحياة تحتاج إلى التعاون والمساعدة بين الأفراد.
- يشعر مرضي اضطراب الشخصية الفصامية بالخوف الزائد من سيطرة الآخرين لذلك فهم يفضلون الانسحاب من أن يتحكم فيهم الآخر فيحتفظوا باستقلاليتهم بعيدا عمن حوله.
- يعيش الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية في ألم من الخيال والوهم وأحلام اليقظة.
- لا يهمه شيء ولا يبالي بالأمور من حوله ولا يكترث بأن يرضي عنه من حوله اويسخطوا.
- يميل هؤلاء الأشخاص إلى اللامبالاة والأنانية وكتمان الأشياء فلا يفصحون بأي شيء لأحد.
- غرابة في الملبس والاستخفاف بالسلوك المهذب.
- لا يرغب بالمشاركة في العلاقات الحميمية مع مونه أحد أفراد العائلة.
- يفتقر إلى وجود الصداقة الحميمة أو أشخاص قريبين يثق فيهم من غير الأقارب.
- لا يكترث بالإطراء والمدح ولا يهمه الانتقاد والنقد من الآخر فاللامبالاة تسيطر علي هؤلاء الأشخاص.
- لا يستمتع بمزاولة الأنشطة التي يقوم بها.
- لا يستطيع اتخاذ القرارات بالإضافة إلى كونه شخص مشوش الذهن ويصفه من حوله كونه شخصية غامضة يصعب علي الآخرين فهمها.
- لا يرغبون المشاركة في المسابقات ولا يحبذون التنافس مهما كانت طبيعة المنافسة سهلة كانت أو صعبة.
- البرود في الأحاسيس مع تبلد في المشاعر مع السطحية والتجرد.
- الأفكار التي تشوبها الريبة وفرط الحساسية مع الشكوك في ولاء الآخرين لهم.
- طريقة الكلام الغريبة والتنقل بين المواضيع أثناء الحديث.
- يجد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية الصعوبة البالغة في التعبير عن الغضب وإظهار مشاعرهم.
- أصحاب هؤلاء الشخصية لديهم أساليبهم الخاصة في التفكير فهم لا يستمدون الأفكار من القراءات أو ما يأخذوه من التعامل مع الآخرين إذ إن تعاملهم قد يكون منعدما ولا يتأثرون بالآخر بتاتا إذا فنتاج أفكار هؤلاء الأشخاص مما تمليه عليهم آرائهم.
لكن لا يكون حصر هذه الأعراض أثناء حدوث مرض الفصام أو وجود الاضطراب ثنائي القطب أو أي حالة مرضية أخرى تكون سبب حدوث تلك الأعراض وتؤثر علي سلوكيات المريض.
مخاطر الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية
في حقيقة الأمر الإسراع في علاج الشخصية الفصامية من اضطراب الشخصية الفصامية له دور كبير في الوصول إلى التعافي والتماثل للشفاء علي عكس التأخير في العلاج، وكما أن التأخير في علاج اضطراب الشخصية الفصامية يؤدي إلى ظهور العديد من المضاعفات والمخاطر والتي تتمثل فيما يلي:-
1- المعاناة الشديدة من الاكتئاب
2- الشعور الدائم بحالة من القلق.
3- تعاطي الخمور والعقاقير المخدرة وهو من أخطر ما يلقاه الشخص في طريق الإصابة بالاضطرابات الذهانية عموما ويتحول الفصاميين إلى مرضي التشخيص المزدوج والذي يعني الاضطرابات النفسية والذهانية الناجمة عن التعاطي.
4- الإقدام علي الانتحار وهو من أخطر المضاعفات الناجمة عن اضطراب الشخصية الفصامية.
5- التعرض إلى نوبات من الذهان المؤقت.
6- حدوث انفصام في الشخصية ويكون هنا مرض ذهاني آخر مصاحب وهو ما يعرف بالاعتلال المشترك.
قد يهمك: أعراض الفصام
كيفية علاج اضطراب الشخصية الفصامية
يتم علاج الشخصية الفصامية من خلال العديد من طرق العلاج النفسي والدوائي والأسري والاجتماعي، وعلينا أن نعي بأن الإسراع في طريق علاج الشخصية الفصامية من اضطرابات الشخصية له دور كبير في العلاج والتخلص من الاضطراب، حتى لا نصل إلى مرحلة الخطورة الناجمة عن الإهمال في السعي في طريق العلاج، ويتم علاج الشخصية الفصامية من خلال ما يلي:-
أولا:- العلاج الدوائي لعلاج الشخصية الفصامية ، وفيه يخضع الشخص المريض إلى الفحص الطبي من أجل تشخيص الحالة ومدى تقدمها لأجل وصف الأدوية التي تتناسب مع الشخص المريض، والتعرف علي جرعات الأدوية المناسبة، وعلى الرغم من عدم وجود أدوية محددة لعلاج اضطراب الشخصية الفصامية.
فإن العلاج الدوائي من أجل الأدوية مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب والأدوية مضادات القلق وهي من الأدوية والعقاقير الطبية التي تستعمل لعلاج الأعراض التي تصاحب الاضطراب في غالب الأمر، وكما نؤكد بأن تلك الأدوية النفسية لا يتم تناولها إلا من خلال المختصين في المراكز والمصحات العلاجية المختصة.
ثانيا:- العلاجات النفسية والتي تساعد ف علاج الشخصية الفصامية وتساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الفصامية في البدء بالثقة بالآخرين من خلال العمل على بناء ثقة مع المعالج النفسي ومن أبرز صور العلاج النفسي المتبع في علاج اضطراب الشخصية الفصامية ما يلي:-
– العلاج السلوكي المعرفي في علاج الشخصية الفصامية:- حيث يشتمل على تحديد وتغير أنماط التفكير المشوهة والعمل على المهارات الاجتماعية بالإضافة إلى تعديل السلوك، ويعد العلاج السلوكي المعرفي من أنجع العلاجات التي يعتمد عليها في علاج اضطراب الشخصية الفصامية.
– العلاج الداعم:- والذي يتمثل في تقدم التشجيع وتعزيز المهارات التكيفية مع الظروف والبيئة حيث يساعد كثيرا في علاج الشخصية الفصامية.
– العلاج الأسري:- والذي يشتمل على مساعدة أفراد الأسرة اثناء علاج الشخصية الفصامية مما قد يؤدي إلى العمل على تقليل حالة القلق والتوتر والعمل على تحسين الثقة في المنزل.