يُثير الحديث عن السادية الجنسية والمازوخية والسادومازوشية استنكارًا وتساؤلات عميقة حول طبيعة هذه الاضطرابات النفسية وتأثيرها على الفرد والمجتمع. وفي ظل تعقيداتها وتأثيراتها الواسعة، نحاول فهم الجوانب المختلفة لهذه الظاهرة والتعرف على جذورها التاريخية وتأثيرها النفسي والاجتماعي.
تعدّ السادية الجنسية والمازوخية والسادومازوشية ظواهر نفسية معقدة تثير العديد من التساؤلات والاستفسارات حول طبيعتها وأسبابها وتأثيراتها، فالسادية تُعرف بوجود الشعور باللذة أو الإشباع الجنسي من خلال إيذاء الآخر، بينما تعني المازوخية استمتاع الفرد بتلقي الألم أو العذاب ،وفي حين أن السادومازوشية تجمع بين العناصر السادية والمازوخية، تظل كل منها تحديًا لفهم طبيعتها ومعالجتها.
تأخذ السادية والمازوخية أشكالًا مختلفة، سواء كانت جنسية أو نفسية أو حتى اجتماعية، مما يعزز التعقيد والتحدي في فهمها ومعالجتها. ورغم أن السادية والمازوخية تُعتبر من الاضطرابات النفسية النادرة، إلا أن تأثيرها العميق يستدعي البحث والتوعية حولها.
علاج السادية الجنسية
الحديث عن السادية الجنسية يجرنا إلى الحديث عن المازوخية و السادو ماسوشية وفي حقيقة الأمر أشهر أنواع السادية هي السادية هي السادية الجنسية وكذا أشهر أنواع المازوخية هي المازوخية الجنسية لكن الأمر أعم وأشمل من هذا .
السادية الجنسية عبارة عن اضطراب نفسي يعني التلذذ بإيقاع العذاب والألم على الطرف الآخر أي حين يحدث الشخص عذاب ويوقع الألم على الطرف الآخر سواء كان تعذيب حيوان أو تعذيب إنسان فإنه يشعر بحالة من النشوة واللذة ويشتهر اضطراب السادية في الرجال بشكل أكبر من النساء إذ إن الرجل السادي كلمة طاغية في الأوساط .
أما المازوخية عبارة عن اضطراب نفسي يتمثل في تلذذ الشخص بالألم وإيقاع العذاب عليه أي أن الشخص يشعر بحالة من النشوة والسعادة في حالة إيقاع الألم والعذاب عليه وفي الغالب تكون المرأة مازوخية بخلاف الرجل السادي, لكن لا يمنع أن تكون المرأة سادية والرجل سادي وأصعب مت يكون أن تكون السادية الجنسية بين الرجل والمرأة فالأمر جد خطير .
وهناك مصطلح آخر يطلق عليه السادو مازوخية أو سادو ماسوشية وهذا الاضطراب النفسي خليط بين المازوخية والسادية فيكون الشخص سادياً حيناً ومازوخياً حيناً آخر.
متى ظهر مصطلح السادية ومصطلح المازوخية ؟
بدأ ظهور مصطلح السادية الجنسية في عام 1799 في الفترة التي قامت فيها الثورة الفرنسية وقد اشتق مصطلح السادية من اسم الكاتب الروائي الشهير ” ماركيز دي سادو ” واسمه دوناتيه ألفونس فرانسو دو سادو وقد نشأ سادة في طبقة أرستقراطية وقد اشتهر بممارسة العنف في العلاقات النسائية وقد كان رجلاَ ماجناً .
ولقد سجن شادو عدة مرات بسبب العلاقات العنيفة الجنسية التي قام بها من خلال الجنس مع النساء وتعذيبهن وقد ساءت زوجته كثيراً من أفعاله وطفح الكيل بها مما اضطرت إلى أن تتهم زوجها بالجنون وقد حدث لها ما أرادت فقد اتهم شادو بالجنون وقذف به في إحدى المصحات العقلية .
أما عن مصطلح المازوخية فقد اشتق من اسم الروائي النمساوي ” ليوبولد مازوخ ” وقد كتب رواية ” فينوس صاحبة الحلل الفروية ” وقد احتوت تلك الرواية على العديد من الممارسات المازوخية والتي جسد فيها بعضاً من حياته, ولكن إلصاق مسمى المازوخية واشتقاق هذا الاضطراب من ” ليوبولد مازوخ ” يعد عارً علي الرجل فحاول مراراً وتكرارً أن يغير الاسم الذي ألصق به حيث التصق به مفهوم المازوخية والخضوعية إلا أنه لم يتمكن أن يفعل ذلك , وقد قام ابنه بعمل العديد من المحاولات لتغير اسم المازوخية التي ألصق بوالده إلا أنه لم يستطيع .
شاهد أيضا 10 طرق في علاج الأدمان الجنسي
لماذا اشتهر الرجل بالسادية والمرأة بالمازوخية ؟
في غالب الأمر تكون المرأة هي المازوخية والرجل السادي لكن ليس شرطاً إلا أنه أمر غالب لكن قد يكون العكس وسواء كان هذا أو ذاك فإن المازوخية أو السادية اضطراب نفسي بحاجة إلى دكتور نفساني مختص لعلاج هذا الاضطراب في الشخصية .
التصقت السادية بالرجل والمازوخية بالمرأة بسبب التكوين الجسماني لكليهما فالرجل يكون ذو جسم ضخم وعضلات وقوة تكفل له أن يمارس الممارسات السادية دون أي صعوبة تعترض طريقه في هذا الشأن , على العكس تماماً فإن الطبيعة الجسمية للمرأة وجسدها الصغير ورقتها لا يستطيع مقاومة العنف الواقع ولا تستطيع المقاومة.
لذا ترسخت في الأذهان أن السادية في الرجال بينما المازوخية في النساء , لكن كما ذكرنا أن هذا لا يمنع وجود رجل مازوخي وأمراه سادية فهذا أمرا وارد خاصة في اضطرابات الشخصية .
مضاعفات السادية الجنسية
هل هناك أضرار ومضاعفات ناتجة عن السادية والمازوخية في المستوي الضعيف والمتوسط ؟
يشير علماء الطب النفسي إلى أن جميع الممارسات السادية والمازوخية أيا كان مستواها تفضي إلى التقدم بشكل أكثر في الحالة فلن تتوقف الممارسات المتوسطة في المازوخية أو السادية عند هذا الحد بل تتطور وتتفاقم وتفضي إلى ممارسات شديدة قد تفضي إلى الموت أو على الأقل حدوث عاهات أو حدوث صدمة شديدة .
في العادة أصحاب الشخصية المازوخية يفضلون ممارسة المازوخية المعنوية للعديد من الأسباب أهمها الألم النفسي الذي يعد أهم من الألم الجسد فالألم الجسدي يفضي إلى الهلاك على العكس من الألم النفسي لذا تنتشر المازوخية المعنوية بشكل أكبر من المازوخية الجسدية .
من مضاعفات السادية أنها تنعكس بشكل كبير على الأبناء وتزرع فيهم قلة الثقة بالنفس وربما حدوث حالات من انفصام الشخصية أو الإصابة باضطرابات القلق المعمم خاصة الرهاب الاجتماعي , وربما يصاب الطفل بالاضطراب مثل والديه ولذا يجب أن ينظر المرضي باضطراب الشخصية السادية إلى هذا الأمر ليس من أجل أنفسهم فحسب بل يجب أن نتدارك الأمور ويتم علاج السادية مبكراً حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه .
خاتمة
لا يمكن إنكار أن السادية والمازوخية تمثل تحديات كبيرة للفرد والمجتمع، حيث تفرض أعباء نفسية واجتماعية هائلة، ومع ذلك، يبقى البحث عن العلاج والتوعية بأهمية الصحة النفسية والعقلية أساسيًا لمواجهة هذه التحديات والحد من تأثيراتها السلبية على الأفراد والمجتمعات.
في نهاية المطاف، تظل السادية الجنسية والمازوخية ظواهر نفسية تستدعي الفهم والتعامل الحكيم، سواء من خلال البحث العلمي أو الدعم النفسي والاجتماعي، فهذه الاضطرابات ليست فقط تحديات فردية بل تمثل أيضًا تحديات اجتماعية تستدعي التوعية والتفهم، ومن خلال العمل المشترك للباحثين والمتخصصين في مجال الصحة النفسية، يمكن تقديم الدعم والمساعدة للأفراد الذين يعانون من هذه الظواهر للتغلب عليها وتحسين جودة حياتهم وعلاقاتهم.