الشفاء التام من مرض الفصام لم يعد في الخيال فقط بل اصبح حقيقة ملموسة ومرض الفصام هو اضطراب نفسي مزمن يؤثر على طريقة الشخص في التفكير والتصرف والتعبير عن مشاعره والتعامل مع الواقع. يعاني المصابون بالفصام من مشاكل في التمييز بين الحقيقة والخيال، وقد يظهر لديهم أعراض مثل الهلوسة والأوهام والتفكير المضطرب والسلوك الغير مناسب. يعتقد البعض أن مرض الفصام هو نفسه انفصام الشخصية أو تعدد الشخصيات، ولكن هذا غير صحيح. انفصام الشخصية هو حالة نادرة تتميز بوجود شخصيتين أو أكثر داخل نفس الشخص، بينما الفصام هو انقسام العقل وفقدان الاتصال بالواقع.
الفصام هو مرض معقد وغير مفهوم تماماً، وليس له سبب واحد محدد. يعتقد العلماء أن هناك عوامل وراثية وبيئية وبيولوجية تلعب دوراً في حدوثه. كما أن هناك عدة أنواع من الفصام تختلف في الأعراض والشدة والمسار. بعض الأنواع هي: فصام المطاردة، وفصام غير منظم، وفصام جامودي، وفصام غير متميز، وفصام متبقي.
يمكن الشفاء التام من مرض الفصام و السيطرة عليه والتخفيف من آثاره بواسطة العلاجات الدوائية والنفسية والاجتماعية. في هذا المقال، سنحاول الإجابة على بعض الأسئلة الشائعة حول مرض الفصام وعلاجه.
أعراض مرض الفصام
الأعراض التي يعاني منها المصابون بالفصام تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وتتغير مع مرور الوقت. بشكل عام، تنقسم الأعراض إلى ثلاث فئات: أعراض إيجابية، وأعراض سلبية، وأعراض معرفية.
– الأعراض الإيجابية:
هي تلك التي تظهر على المريض وتعكس اضطراباً في الواقع. تشمل الهلوسة والأوهام والتفكير غير المنظم والحديث غير المنطقي والسلوك الغريب أو العنيف. الهلوسة هي تجارب حسية زائفة، مثل سماع أصوات أو رؤية أشياء أو شعور بأشياء لا وجود لها في الحقيقة. الأوهام هي معتقدات خاطئة لا تتغير رغم الأدلة المناقضة، مثل الاعتقاد بأنهم مطاردون أو محبوبون أو مميزون أو متآمرون عليهم. التفكير غير المنظم هو عدم القدرة على ربط الأفكار ببعضها أو بالموضوع، مما يؤدي إلى كلام مبهم أو متناقض أو غير مفهوم. السلوك الغريب أو العنيف هو التصرف بطريقة لا تتناسب مع الوضع أو البيئة، مثل الضحك بلا سبب أو الصمت المطبق أو الحركات الزائدة أو العدوانية.
– الأعراض السلبية:
هي تلك التي تنعكس على نقص أو فقدان في القدرات الطبيعية. تشمل الانسحاب الاجتماعي والعزلة واللامبالاة والافتقار إلى العاطفة والتحفيز والمبادرة. الانسحاب الاجتماعي والعزلة هما تجنب التواصل والتفاعل مع الآخرين والاهتمام بالذات فقط. اللامبالاة هي عدم الاهتمام بالأمور المهمة أو الممتعة أو المفيدة في الحياة. الافتقار إلى العاطفة هو عدم التعبير عن المشاعر بالوجه أو الصوت أو الجسد و الافتقار إلى التحفيز والمبادرة هو عدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية أو الوظيفية أو الشخصية بشكل منتظم أو مستقل.
– الأعراض المعرفية:
هي تلك التي تؤثر على القدرات الذهنية والعقلية. تشمل صعوبة التركيز والانتباه والذاكرة والتعلم والحل المنطقي للمشكلات. صعوبة التركيز والانتباه هي عدم القدرة على التركيز على مهمة معينة أو الانتباه للتفاصيل أو الحفاظ على الاستمرارية.
علاج مرض الفصام نهائي
الشفاء التام من مرض الفصام اصبح حقيقة و يجب أن نعلم أن مرض الفصام هو اضطراب عقلي مزمن، يتسم بفقدان الاتصال بالواقع، والإصابة بالهلاوس والأوهام والاضطرابات السلوكية والمعرفية، و يمكن السيطرة عليه و الشفاء التام من مرض الفصام وإدارته بواسطة الأدوية والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي كما ان الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض، وتحسين جودة الحياة، ومنع الانتكاسات.
هل مريض الفصام مجنون
يجب أن ندرك أن مريض الفصام ليس مجنونا، ولكنه يعاني من مشكلة صحية تحتاج إلى رعاية واهتمام. لا يجب أن نلومه أو نحكم عليه أو نهمله، بل يجب أن نتفهم حالته ونساعده على التغلب على تحدياته. كما يجب أن نحترم خصوصيته وكرامته، ونشجعه على المشاركة في الأنشطة الإيجابية والمفيدة.
هل مريض الفصام يعرف أنه مريض
يجب أن نتعلم كيف نتواصل مع مريض الفصام بطريقة فعالة ومناسبة. يجب أن نتحدث معه بلغة بسيطة وواضحة، ونتجنب الجدال أو النقاش أو الانتقاد. يجب أن نصغي إليه بتركيز واحترام، ونحاول أن نفهم وجهة نظره، دون أن نؤكد أو ننفي أوهامه. يجب أن نعبر عن مشاعرنا ومخاوفنا بصدق وهدوء، ونطلب منه رأيه ومشورته في بعض الأمور. يجب أن نشيد بإنجازاته ومحاولاته، وندعمه في تحقيق أهدافه.
هل مرض انفصام الشخصية خطير
مريض انفصام الشخصية ليس خطيرا ولكن يجب أن نعتني بأنفسنا وبصحتنا النفسية والجسدية حيث ان التعامل مع مرض الفصام يمكن أن يسبب لنا الكثير من الضغوط والتوتر والإرهاق.
لذلك، يجب أن نحافظ على نمط حياة صحي ومتوازن، يشمل التغذية السليمة والنوم الكافي والرياضة المنتظمة كما يجب أن نمارس الهوايات والاهتمامات التي تمنحنا السعادة والراحة، ونحافظ على علاقات إيجابية مع أفراد أسرتنا وأصدقائنا. وإذا شعرنا بأننا بحاجة إلى مساعدة نفسية، يجب أن نلجأ إلى الاستشارة الاحترافية.
كما يجب أن نبحث عن مصادر موثوقة ومفيدة للحصول على معلومات ونصائح عن مرض الفصام وكيفية التعامل معه. يمكننا الاستفادة من الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية التي تتناول هذا الموضوع بشكل علمي ومهني كما يمكننا الانضمام إلى مجموعات الدعم والتواصل مع الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة أو يعتنون بمرضى الفصام هذا سيساعدنا على تبادل الخبرات والتجارب والمشاعر، والحصول على التشجيع والتعزية.
الحمدلله شفيت من مرض الفصام
في حين حديثنا عن الشفاء التام من مرض الفصام فنحن لا نتحدث عن ضرب من ضروب الخيال فهناك من مرضي الفصام من شفي تماما من مرض الفصام وينعمون بالصحة وعادوا إلى الحياة بشكل طبيعي إلى حياة خالية من الأدوية وآثارها الجانبية .
الأمر الذي يجب أن يعيه الجميع أن الشفاء التام من مرض الفصام ليس ممكناً فحسب بل هو أمر شائع , وبحسب إحدى الأبحاث التي أجريت والتي كانت رسالة دكتوراه من جامعة saybrook عن مرضي الفصام ممن شفوا تماماً من مرض الفصام وقد ظهرت لديهم علامات الشفاء من مرض الفصام ومن ثم شفوا تماماً ومن المرض ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي بعيداً عن المعالجة الدوائية وقد تم تشخيصهم بالفصام واضطرابات ذهانية أخرى .
الجانب المثير للجدل فيما يتعلق بنموذج علاج مرضي الفصام والسائد في المجتمع والذي يكاد أمر مسلم به هو المحاولة الحثيثة لإقناع مرضي الفصام بأنهم يعانون من أحد الاضطرابات الدماغية والشفاء التام من مرض الفصام أمر مستحيل , إلا أن الحقيقة والشائع أن هناك حالات شفيت من مرض الفصام تماماً لذا كيف يكون الشفاء وهناك قناعة لدى مريض الفصام بأنه لا يوجد أدنى احتمال للشفاء من الفصام ؟
إذا نحن بحاجة إلى إعادة النظر بالنسبة إلى أضرار هذا الاعتقاد السائد حول مدى الشفاء التام من مرض الفصام وفائدة الزج بهذه المعتقدات في عقول وقلوب الناس .
خلاصة الشفاء التام من مرض الفصام
وفي ختام الشفاء التام من مرض الفصام تكلمنا عن اعراض مرض الفصام وطريقة التعامل مع مريض الفصام كما اشرنا الى انه الان اصبح القول الاكيد انه يمكن الشفاء التام من مرض الفصام والعودة الى الحياة الطبيعية مرة اخرى.