كيفية تشخيص المرض النفسي؟ ففي ظل انتشار الأمراض النفسية والتي باتت تنتشر بكثرة في الآونة الأخيرة بسبب حدوث العديد من الاختلالات الوظيفية سواء كانت في الجهاز العصبي المركزي أو من الناحية العقلية حتى ينتهي الأمر بالشخص إلى أنه يصير عاجزاً عن القيام بالأعمال أو المهام التي تسند إليه .
وعلى الرغم من اختلاف أنواع المرض النفسي فإن كيفية تشخيص المرض النفسي تعتمد على علامات وأعراض من خلالها يتم تشخيص المرض النفسي ولكن الأمر راجع إلى العلماء وليس من قبيل الأشخاص , فان هناك تشابه كبير بين الاضطرابات النفسية الأمر الذي يتطلب العرض على المختصين .
من المعروف بأن المرض النفسي ليست هناك أي أسباب واضحة كما أن إصابة الشخص به لا ترتبط بأي من العوامل الثقافية أو العقلية التي نشأ فيها هذا الشخص وإنما في غالب الأمر ينتشر بسبب مرور الشخص بالعديد من الصعوبات والتحديات التي تواجهه في حياته .
ولا شك أن بعض من تلك الصعوبات تكون مؤلمة ولا يستطيع الشخص الإفلات منها ومن ثم فإن تفاقم المشكلة يتسبب في دخوله في دوامة المرض النفسي سواء كانت تلك المشكلة متمثلة في الاكتئاب أو القلق أو الإصابة بأي من الاضطرابات الذهانية المختلفة وسائر الأمراض النفسية المتعارف عليها في داخل الأوساط النفسية, وربما يكون ذلك سبباً ودافعاً لهم يفكرون في الانتحار أو الأقدام علي الموت أو حتى التسبب في إيذاء الأشخاص الآخرين .
من خلال طيات هذا الموضوع سوف نتعرف على المرض النفسي وعلاماته والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به مع التعرف على طرق كيفية تشخيص المرض النفسي .
ما هو المرض النفسي ؟
من خلال حديثنا عن كيفية تشخيص المرض النفسي فان المرض النفسي هو حدوث خلل في بعض الوظائف العصبية أو العقلية أو النفسية لدي شخصية الفرد والتي تجعله عاجزاً عن التعامل بصورة تلقائية كما يفعل الأشخاص الآخرون , كما أن المريض النفسي يقوم بإصدار العديد ن التصرفات والسلوكيات الغريبة والتي تحيد تماماً عن حالة الاتزان.
وتجعله غير قادر على التعامل والاحتكاك بالآخرين أو القدرة على الحكم على مقاليد الأمور, ولكن في واقع الأمر تصرفات المريض النفسي لا تكفي من أجل تشخيص المرض النفسي فكما أشرنا حاجة الأشخاص إلى المختصين .
ما هي أسباب المرض النفسي ؟
في واقع الأمر وكما أشرنا بأن العلماء إلى تلك اللحظة لم يتوصلوا إلى سبب محدد ودقيق للإصابة بالاضطرابات النفسية على الرغم من العديد من التصاوير الدماغية التي تمت , ولكنهم أشاروا إلى العديد من العوامل التي لها دور كبير في الإصابة بالمرض النفسي والتي تتمثل فيما يلي :-
1-التربية والعوامل البيئية ففي واقع الأمر فإن الأسرة من العوامل الهامة التي تلعب الدور الكبير في العمل على تهيئة الطفل علي التنشئة القويمة والسليمة وإعطائه المزيد من الثقة والقوة طيلة حياته, وهذا الأمر ينعكس بدوره على نفسية الشخص المريض و كيفية تشخيص المرض النفسي ومن ثم جعله لديه القدرة على مقاومة تلك الاضطرابات النفسية في فترات الحياة, ولكن على النقيض الآخر فان تعرض الشخص إلى مجموعة من الأساليب العنيفة أو الأمور الدكتاتورية أو حالة من السيطرة في التربية.
فإن هذا الأمر يؤدي إلى الانعكاس على نفسية الطفل وتجعله شخص مريض لا يتمكن من مقاومة الصعوبات والتحديات الحياتية التي تواجهه في الحياة والتي تتمثل في الأساليب في طريق العقاب والتقدير أو صور العقاب الجسدي والنفسي بالطفل وحرمانه من الأشياء التي يميل إليها .
ونحن لا ننكر الدور الحيوي للوالدين في تربية الأطفال في حال تنشئة الطفل في داخل بيئة مليئة بتلك الصراعات والجدال والمشاكل في داخل الأسرة و كيفية تشخيص المرض النفسي , فلا شك أن هذا الأمر سوف ينعكس بدوره في المستقبل القريب على الطفل خاصة في حال ما إذا ما انتهى الأمر بالطلاق بين الزوجين فإن جميع تلك العوامل لها دور كبير في التأثير على حدوث المرض النفسي للطفل .
2-التعرض إلى الصدمات الانفعالية , فإن من أسباب المرض النفسي والتي تصيب العديد من الأشخاص وخاصة من هم في داخل البلاد العربية بشكل خاص هو تعرضه إلى مجموعة من الصدمات القوية التي لا يستطيع إدراكها أو يتحملها جهازه العصبي المركزي , خاصة من تكون تلك الصدمات في مراحل حياته الحالية كمرحلة المراهقة فان الصدمات من شأنها أن تنشئ صدمة نفسية تجعل الشخص غير ملتزم .
وتتمثل تلك الصدمات النفسية أو الانفعالية في حال تعرض الأشخاص إلى خسارة مالية كبيرة , أو بسبب فقدان شخص عزيز أو الفشل في الوظيفة في منصب ما أو في بعض المراكز الاجتماعية وغيرها من العديد من التغيرات التي تطرأ على حياة الأشخاص والتي تؤدي إلى الإصابة بالمرض النفسي وحدوث الاعتلالات العصبية .
3-العوامل الوراثية , ففي واقع الأمر يقصد بتلك العوامل والأسباب الوراثية هي وجود أقارب تم إصابتهم بالأمراض النفسية من خلال التاريخ المرضي للأسرة , فهناك العديد من الأشخاص الذين قد تم إصابتهم بالأمراض النفسية من خلال الحساسية المفرطة تجاه التعامل مع المواقف الحياتية بمختلف أنواعها , والمقصود بتلك الحساسية في تلك الأمور هو تمكن هذا الأمر من السلام الداخلي للأشخاص أو عدم القدرة على إحداث صدور الاستجابة العكسية المناسبة للمواقف .
ومن هنا فإن الموقف يترك الأثر العميق في نفسية الشخص والتي تجعله يضطرب بصورة كبير ومن هنا نجد بأن الجهاز العصبي المركزي لأولئك الأشخاص يتأثر بصورة كبيرة مقارنة بغيرهم ومن هنا تكون احتمالية تعرضهم إلى الإصابة بالمرض النفسي تكون كبيرة .
موضوعات ذات صلة
علاج انفصام الشخصية وطرق الوقاية
علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية
كيفية تشخيص المرض النفسي ؟
أما عن تشخيص المرض النفسي فلا يتم من خلال الأشخاص أنفسهم أو من خلال التجارب الشخصية بل يتم تشخيص الاضطرابات النفسية من خلال المختصين ومن خلال التردد إلى المستشفيات المتخصصة في علاج الاضطرابات النفسية , أو من خلال الذهاب إلى أحد المتخصصين أو طبيب نفسي في عيادة نفسية متخصصة , ويتم تشخيص المرض النفسي من خلال الخطوات الآتية :-
أولاً :- إجراء بعض الفحوصات الطبية والبدنية من أجل التعرف علي إذا ما كان الشخص يعاني من بعض المشكلات الجسدية والتي قد يكون لها دور في ظهور أعراض النفسي ومن ثم محاولة علاج الأمراض الجسدية قبل أن يتم علاج الاضطراب والمرض النفسي حيث يساعد كثيرا في كيفية تشخيص المرض النفسي.
ثانياً :-القيام ببعض الاختبارات المعملية احد اهم طرق كيفية تشخيص المرض النفسي و التي سوف يتم تحديدها من خلال الفريق المعالج وقد تشمل تلك الاختبارات عمل فحص وظائف الغدة الدرقية أو عمل اختبار تحليل المخدرات من أجل التعرف حول إذا ما كانت تلك الاختبارات قد ساهمت في ظهور المرض النفسي أم لا ؟
ثالثاً :-يتم التقييم النفسي وكيفية تشخيص المرض النفسي من خلال المختصين فيها نجد الفريق العلاجي أو الطبيب النفسي يقوم بإجراء العديد من التساؤلات إلى الشخص المريض من أجل الوقوف على طبيعة الأمراض والأفكار والسلوكيات التي تنتاب المريض ومن ثم محاولة الإجابة على تلك التساؤلات وكيفية تشخيص المرض النفسي من أجل البدء في البرنامج العلاجي والوقوف على طبيعة تلك الحالة بصورة محددة .
ما هي أنواع المرض النفسي ؟
حتى يكتمل الحديث عن كيفية تشخيص المرض النفسي فإن علينا أن نعرف أنواع المرض النفسي حتى نكون على مقربة من الحالات المتعددة والتي تساعدنا في اختيار تلك الأساليب الصحيحة في علاج الاضطرابات النفسية والتخلص من المرض النفسي .
1-اضطرابات المزاج , وهي تتعلق بالحالة العاطفية للفرج فنجده في حالة مزاج متقلب .
2-الاضطرابات المفتعلة وفيها يكون الشخص متعمداً في إظهار نفسه بهذا الشكل حتى يحصل على أنواع الدعم من قبل الآخرين .
3-اضطرابات التشنج وهي التي تجعل الأشخاص المرضي فاقدين للسيطرة على أنفسهم ويصدر الأصوات الفجائية والحركات الغريبة .
4-اضطرابات السيطرة على الانفعالات ,وتلك من أخطر أنواع المرض النفسي والتي تحتاج إلى دراسة قبل أن يتم تقديم علاج المرض النفسي المناسب ومن هنا نجد بأن الشخص المريض يشكل خطراً بالغ علي نفسه وعلي الأشخاص من حوله بسبب تصرفاته وسلوكياته التي يقوم بها .