علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية تثير الكثير من الجدل حول جدواها، ومدى تأثيراتها العلاجية، وهي تعرف علميًا بجلسات تنظيم إيقاع المخ، أحد طرق العلاج النفسي في العالم، التي تستخدم في علاج الأمراض الذهانية مثل الاكتئاب والهوس وعلاج الفصام وغيرها من الأمراض الذهانية، ومن أكثر طرق العلاج فاعلية وأكثرها أمانًا في علاج حالات الاكتئاب الذهاني بالتحديد.
لكن دعنا نتعرف علي نوعية هذا العلاج وما هي التأثيرات العلاجية للجلسات الكهربية ؟ وكيف يتم علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية ؟ ولما يثار الجدل بشكل واسع حول العلاج من خلال الجلسات الكهربية ؟
كيفية علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية
تعمل الصدمات الكهربية علي تغير حركة الهرمونات العصبية بين أغشية خلايا المخ مما يعيدها إلى حالة التوازن السابق للمرض , فضلاً علي أنها تؤثر أو بشكل أدق تعدل من عمل الهيبوثلاموس وهو المركز الأعلى المتحكم في الجهاز العصبي اللارادي بفرعيه السمبتاوي والباراسمبتاول, وكذلك فهو احد مراكز الانفعال في المخ, ويحتوي علي أكبر نسبة من الموصلات العصبية الخاصة بالانفعال.
ويحتمل أن جلسة الكهرباء تعمل علي إعادة التوازن تحكم هذا المركز في العمليات الانفعالية المختلفة من الاكتئاب والهوس والفصام وغيرها من الأمراض الذهانية, كما تنهت تعطي الراحة الوقتية لنشتط المخ الكهربائي بحيث يبدأ العمل ثانية بطريقة سوية, وتعطي جلسات الكهرباء تحت تأثير المخدر وراخي العضلات ولا يشعر الشخص المريض علي الإطلاق بتلك الصدمات.
كيفية تحضير المريض للجلسات الكهربية
أما عن كيفية تحضير المريض لبدء رحلة علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية، يكون باتباع الخطوات التالية:-
1-يتم فحص أجهزة الجسم المختلفة من أجل التأكد من سلامة الجهاز العصبي والقلب، والتعرف علي ضغط الدك والصدر وخلو الشخص المريض من العلامات العضوية.
2-صيام المريض عن الطعام والشراب مدة لا تقل عن 6 ساعات عن موعد الجلسة.
3-إفزاغ المثانة من البول قبل موعد الجلسة مباشرة.
4-تجنب لبس الملابس الضيقة ولا سيما في النساء.
متي تستخدم الجلسات الكهربية في العلاج النفسي
أما عن دور العلاج بالجلسات الكهربية ومتي يتم اللجوء الي تلك الطريقة في علاج المرضي النفسيين او من يعاني من الاضطرابات الذهانية فعلينا أن نعي بأن العلاج من خلال استعمال الجلسات الكهربائية هو نوع هام ومفيد في علاج الاضطرابات الوجدانية ويبدأ استخدام الجلسات الكهربائية في حال لم تستجب حالات الاكتئاب الشديد للعقاقير المضادة للاكتئاب.
أو أن يكون الشخص المريض غير قادر علي تحمل التأثيرات الجانبية للعقاقير أو يجب أن تتحسن الحالة بشكل سريع من خلال علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية , كما أن بعض الاشخاص المرضي لا يستجيبون الي العلاج بالعقاقير ومضادات الاكتئاب او العقاقير المثبتة للمزاج .
يتم استخدام العلاج من خلال الجلسات الكهربائية في علاج كلاً من حالات الاكتئاب وحالات الهوس كما تستخدم تلك الجلسات في علاج المرضي الذين يعانون من بعض الأمراض العضوية والذين لا يستطيعون تحمل العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب ومثال لذلك بعض المرضي الذين يعانون من أمراض الكبد , حيث يكون العلاج من خلال استخدام الجلسات الكهربائية أفضل من الاعتماد علي الأدوية والعقاقير التي تؤثر علي الكبد .
وكذلك الأمر فانه يتم استخدام العلاج بالجلسات الكهربائية للسيدات الحوامل او من يعانون من أمراض القلب في حال التعرض للاكتئاب , ويتم اللجوء الى العلاج بالجلسات الكهربائية في بعض الحالات المرضية التي لا يستطيع فيها الشخص المريض الانتظار لمدة شهرين من اجل ان تتحسن فيها حالته مع استخدام العقاقير والأدوية المضادة للاكتئاب خاصة في بعض الحالات التي يكون فيها الشخص المريض عرضة للانتحار او بسبب وجود وظيفة حساسة تتطلب سرعة التحسن لأن التحسن مع استخدام الجلسات الكهربائية يتم في غضون أسبوعين إلي ثلاث أسابيع.
مدة علاج الاكتئاب بالجلسات الكهربائية
يحتاج الشخص الذي يعاني من الاكتئاب حوالي 6 الي 8 جلسات موزعة علي أساس جلستين إلى ثلاث جلسات في كل أسبوع, وعلينا أن نعي بأن علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية، يعطي النتيجة السريعة والناجحة في علاج الاكتئاب .
لكن يجب أن يتبع ذلك استعمال العقاقير المضادة للاكتئاب, وقد وجد أن الأشخاص الذين قد عولجوا بالجلسات الكهربائية ولم يتناولوا العقاقير المضادة للاكتئاب تنتكس حالتهم بنسبة تصل الي 50% علي مدي ستة أشهر بعد العلاج بالجلسات , ومن هنا تظهر أهمية الاستمرار بالعلاج بالعقاقير بعد العلاج بالجلسات الكهربائية من اجل استقرار الحالة المزاجية .
علاج ذهان الهوس بالجلسات الكهربائية
أما عن استخدام علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية، في علاج ذهان الهوس والاكتئاب فعلي الرغم من ان الجلسات الكهربائية قد نالت الدعاية الغير منصفة إلا أنها قد تكون علاج منقذ لحياة إلا أنها قد تكون علاج منقذ لحياة الشخص المريض , وتعتبر تلك الجلسات الكهربائية من أكثر طرق العلاج فاعلية وأكثرها أماناً في علاج حالات الاكتئاب الذهاني .
كما يتم الاستعانة بالجلسات الكهربائية في علاج الحالات الحادة والتي لا تستطيع فيها الانتظار حتي يظهر تأثير العلاج الدوائي أو إن كان العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب لم يعطي النتيجة الايجابية الناجحة أو إن كانت ظروف طبية أ و وجود حالات حمل مما يجعل العلاج الدوائي غير آمن .
وعليك أن تتذكر دوماً بأن العلاج بالجلسات الكهربائية أكثر اماناً وراحة ولا يعد علاج مؤذ كما يعتقد الكثيرين وما يظهر في الأفلام السينمائية والتي كان لها دور سلبي في إظهار صورة العلاج بالجلسات الكهربائية بانه أشبه بعقاب للمرضي .
موضوعات ذات صلة
علاج انفصام الشخصية وطرق الوقاية
علاج الفصام بالجلسات الكهربائية
أما في حال علاج الفصام بالصدمة الكهربائية ففي حال علاج حالات الفصام الحادة وكذلك الحالات الحديثة وحالات الفصام التخشبي الكتانوني , فان علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية، هي العلاج الأساسي المتبع في مثل تلك الحالات وحالات الانعزال والقلق وعدم الاهتمام والخمول المصاحبة للمرض , وفي حال ما اذا صاحب الفصام الأعراض الوجدانية إما الاكتئابية أو الانبساطية, وتقلل في كثير من الأحيان الجلسات الكهربائية من شدة الهلاوس والضلالات وما يصاحبها من آلام نفسيه شديدة.
أما عن مدة علاج الفصام بالكهرباء فإن مريض الفصام بحاجة الي ما بين 8 الي 12 جلسة كهربية بمعدل جلستين الي ثلاث خلال الاسبوع , يعتمد عدد هذه الجلسات علي مدي درجة التحسن ومدي اختفاء الأعراض ويترك ذلك لتقدير الطبيب المعالج , وقد أثبتت البحوث المعملية والتشخيصية من خلال استخدام رسم المخ بالكمبيوتر عدم وجود أي آثار سلبية من العلاج بالصدمة الكهربائية في حال تم استخدام العلاج بالطريقة الطبية السليمة.
كما تشير الأبحاث الحديثة بالمقارنة إلي أنه يتساوى تأثير علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية، مع العلاج بالعقاقير بعد 6 أشهر من بدء العلاج ومن هنا فان الكهرباء لها فاعليتها علي الأعراض من الناحية الزمنية حيث إن الأعراض تزول بسرعة في حال الاعتماد علي العلاج من خلال الجلسات الكهربائية.
فوائد علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية
في حقيقة الأمر فان العديد من الدراسات التي قد أجريت علي الأشخاص المرضي الذين قد عولجوا بالجلسات الكهربائية وقد وجد بأن هناك حوالي 80% من أولئك الأشخاص المرضي أشاروا بأن العلاج قد أفاد في حالتهم وأدى إلى تحسنهم.
ثم أن هناك ما يقرب من 70% من الأشخاص المرضي إحساسهم بالخوف والقلق من هذا النوع من العلاج يعادل الإحساس بالخوف في حال ذهابهم لطبيب الأسنان , وليس هناك أي دليل علمي حتي الآن علي أن علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية، يؤدي إلي حدوث تلف في المخ كما يشاع.
قد تم تشريح مخ سيدة توفت وفاة طبيعية وكانت خلال حياتها تعالج بالجلسات الكهربائية وقد تم خضوعها إلى ما يزيد عن 1000 جلسة كهربائية, وقد أثبت التشريح بعدم وجود أي تلف في المخ بعد هذا العدد من الجلسات ومن هنا فإننا نؤكد بأن العلاج بالجلسات الكهربائية للمرضي النفسيين آمن تمامًا.
أحيانا تؤثر الجلسات الكهربائية علي الذاكرة ولكن الحالة تتحسن وترجع الذاكرة إلى طبيعتها بعد مرور عدة أشهر, ومن خلال مراجعة الحالات التي اشتكت من تأثر الذاكرة مدة طويلة وجد بأن المقاييس النفسية لقياس حدة الذاكرة كانت طبيعية وربما ترجع الشكوي للمشاكل الآخري التي تتعلق بالناحية المزاجية وحالة التركيز .
هل علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية عقاب
في واقع الأمر فان الأفلام السينمائية كان لها دور سلبي كبير في نشر تلك الأفكار المغلوطة والوهمية حول اهمية العلاج بالصدمة الكهربائية , وحول الجدل الحاصل حول استخدام الجلسات الكهربائية وما يشاع حول استعمال الجلسات الكهربائية في عقاب بعض المذنبين أو المعتقلين فان هذا الجدل قد حدث بسبب أن هناك من كان يدعي بان الجلسات الكهربائية كانت تستخدم في المستشفيات العقلية في الماضي كأحد أنواع عقاب للنزلاء في حال الاصابة بنوبات من الهياج الشديد .
او لعقاب المعتقلين السياسيين في الدول الاشتراكية او الشيوعية السابقة فجدواها يتمثل في التهدئة فقط وليس كونها عقاب , كما يجب ملاحظة أن العلاج بالجلسات الكهربائية يستخدم في جميع المصحات النفسية في العالم المتقدم وهو أحد الطرق الطبية المذكورة ففي جميع المراجع العلمية في العالم ولم تشر أية دراسات حول مشاكل العلاج بالجلسات الكهربائية علي الأشخاص المرضي إلى الآن.
في نهاية حديثنا حول علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية:
نستطيع القول أن طرق العلاج في الطب النفسي شهدت تطور كبير في السنوات الأخيرة، لا سيما علاج الأمراض النفسية بالصدمة الكهربائية، أهمها الذهان والهوس والفصام والاكتئاب، وقد أثبت هذا النوع من العلاجات كفائته في تحسن الكثير من الحالات.