علاج هوس السرقة يبحث عنه الكثير حيث تعد السرقة أحد السلوكيات الخاطئة والممقوتة والتي ترفضها جميع الأعراف والشرائع وهي من الأمور المكتسبة التي يتعلمها الإنسان من البيئة التي يعيش فيها وليس من الأمور الفطرية لان الفطرة نقية وليس فيها شوائب.
لكن علينا أن نفرق بين السرقة كاجرام وفعل قبيح يحتاج فاعله إلى العقاب والوقوع تحت طائلة القانون وبين هوس السرقة أو ما يعرف وسواس السرقة الكلبتومانيا والتي تعني السرقة المرضية، وهي من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي قد تتسبب في وقوع الأشخاص في الضرر والمشاكل في المجتمع مما تتطلب علاج هوس السرقة.
فضلا عن مكانة الشخص المريض بين أفراد أسرته وأصدقائه ومعاناته التي يعيشها فلك أن تتخيل مدى المعاناة التي يعيشها شخص يعاني من هوس السرقة والتي يقوم بالقيام بها تحت فعل قهري، ويجب التدخل عن طريق علاج هوس السرقة من خلال المختصين في المراكز والمصحات العلاجية والتي من خلالها يتم علاج هوس السرقة حيث البيئة العلاجية التي تساعد علي التعافي.
ما هي هوس السرقة
يعد هوس السرقة أو الكلبتومانيا أو وسواس السرقة المرضي أحد الاضطرابات النفسية الناجمة عن دوافع داخلية لا يستطيع مقاومتها، ويري المختصين أن هوس السرقة أحد اضطرابات السيطرة على الدافع يعني أنه اضطراب يتسم بمشاكل في التحكم الذاتي في السلوكيات والانفعالات.
وهي أشبه بأحد أنواع الوسواس القهري التي لا تقاوم والتي تهدف إلى سرقة بعض الأشياء دون الحاجة إليها في الأصل إلا أنها يؤدي الفعل تحت فكرة قهرية تدفعه إلى السرقة ولا يتمكن من التصدي لها أو عدم الاستجابة لها، وفي العادة لا تكون الأشياء المسروقة لا قيمة لها لدي الشخص ولا يحتاج إليها فهو لا يسرق لأجل المال.
إلا أنه يعاني من اضطراب نفسي بسبب خلل في الصحة العقلية لكن هل السرقة مرض وراثي وللجينات دور في الاضطراب فمن خلال العديد من الأبحاث التي تمت وأشارت إلى هوس السرقة pdf لكننا لا نجزم إلى أن للوراثة دور في الاضطراب.
أنواع السرقة
الحديث عن هوس السرقة وعلاج هوس السرقة أو وسواس السرقة يجعلنا نتحدث عن أنواع السرقة وهما نوعين أحدهما السرقة الإجرامية والتي يكون فيها الشخص المذنب والقائم بأعمال مخالفة للشرع والأعراف المجتمعية وهي من السلوكيات المذمومة والمخزية والسرقة موضوع مرفوض ويخالف الأعراف والشرائع جميعا ومعالجة داء السرقة حينها سيكون من خلال علاج السرقة بالقرآن والسنة والعلاج السلوكي حتى يتخلص الشخص من السلوكيات المذمومة.
أما عن النوع الآخر من أنواع السرقة فهي السرقة المرضية أو ما تعرف ب الكلبتومانيا السرقة القهرية، وفيها يكون الشخص المريض يعاني مما يجده ويكون لديه شعور بالذنب حال الانتهاء من القيام بتلك الأفعال، وهو يعاني من اضطراب نفسي ويحتاج علاج هوس السرقة إلى العلاج النفسي في المقام الأول والعلاجات السلوكية بأشكالها.
ما هي صفات السارق
أما عن أعراض وسواس السرقة المرضية فهناك العديد من الأعراض المصاحبة للاضطراب وهي دليل علي أن الشخص يعاني والتي تتمثل في النقاط الآتية:-
أولا:- رغبة الشخص الملحة في السرقة علي الرغم من عدم الحاجة إلى المسروقات.
ثانيا:- شعور بالرضا والمتعة الكبيرة أثناء القيام بأعمال السرقة.
ثالثا:- شعور بالقلق والتوتر بشكل كبير قبل القيام بعملية السرقة.
رابعا:- إحساس بالذنب والضيق النفسي بعد السرقة.
ما هو سبب مرض السرقة
أسباب السرقة القهرية تختلف عن الأسباب الدافعة إلى السرقة العادية حتى أن صفات السارق والحرامي تختلف عن صفات مريض وسواس السرقة، ولم يجد علماء الطب النفسي إلى أسباب محددة تؤدي إلى الإصابة بمرض هوس السرقة الكلبتومانيا علي الرغم من توصلهم إلى العديد من الأسرار الدماغية من خلال التصاوير الحديثة التي تمت علي أدمغة المرضي ومن هنا سنتعرف علي أسباب هوس السرقة والتي ربما يكون أحدها عامل علي وقوع الشخص في السرقة المرضية القهرية.
1- حدوث خلل في الدماغ وضمور في الدماغ كقشرة المخ أو إصابة الشخص بالتخلف العقلي من الأسباب الأساسية في الإصابة بوسواس السرقة القهري.
2- خلل في الربط بين الخلايا الدماغية ونقص في بعض المواد في الدماغ مثل الدوبامين، كما أن حدوث تضخم في جيوب المخ يتسبب في حدوث وسواس السرقة المرضي.
3- قد يكون هوس السرقة ناجم أو عرض من أعراض الاضطرابات النفسية والذهانية إذ قد يصاب الشخص ب الكلبتومانيا السرقة المرضية نتيجة التعرض إلى الإصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو التعرض إلى نوبة الهوس أو بسبب الاكتئاب المزمن أو نتيجة الإصابة بمرض الفصام.
4- قد يكون مرض السرقة القهرية سببه الأساسي تعاطي المخدرات والعقاقير المسببة للإدمان، والإدمان علي المشروبات الكحولية مما يؤدي إلى حدوث خلل في الدماغ ومن ثم الإصابة بمرض السرقة القهرية وحدوث مثل تلك النوبات المرضية.
5- الإصابة بالوسواس القهري عامل كبير في تعرض الشخص إلى نوبات السرقة القهرية الكلبتومانيا، بل إن الأفعال التي يقوم بها أشبه ما يكون بالاضطراب الوسواسي القهري.
موضوعات ذات صلة
علاج مرض الكتاتونيا مرض الجامود المرعب
علاج التشخيص المزدوج – الاضطرابات الذهانية الناجمة عن التعاطي
هل السرقة مرض وراثي
العوامل الوراثية كما أشار العلماء سبب كبير في العديد من الاضطرابات النفسية والذهانية وباختلاف دور العامل الوراثي من مرض لآخر فقد يكون العامل الوراثي سبب في الاضطراب بنسبة كبيرة وقد يكون للعامل الوراثي دور ضعيف.
وهنا حين نتحدث عن السرقة الغير مرضية والذنب المعروف بل والذي يعد من كبائر الذنوب فإن السرقة ليست مرض وراثي إلا أنه سلوك مكتسب وفعل قبيح يأخذه الشخص من البيئة التي يعيش فيها وليس أمر فطري.
أما عن هوس السرقة فإن للعوامل الوراثية دور في الإصابة بالمرض ويشير خبراء الطب النفسي أن العوامل الوراثية لها دور كبير في الإصابة بهوس السرقة المرضية أو ما يعرف الكلبتومانيا وان كانت النسبة لا تتعدى 10 % إلا أن للعوامل الوراثية دور في الإصابة بالسرقة القهرية.
كيف أعالج ابنتي من السرقة الكلبتومانيا
علاج هوس السرقة القهرية كأي من الاضطرابات النفسية والتي يكون فيها الدمج بين العلاج النفسي والسلوكي وبين العلاج الدوائي أفضل الطرق الموصلة إلى التعافي والاستقرار النفسي والسلوكي والقدرة علي مواصلة مسيرة الشخص في الحياة، ومن هنا فإن علاج هوس السرقة من خلال مرحلتين فقط هما:-
أولا مرحلة علاج هوس السرقة المعرفي السلوكي والعلاج النفسي في معالجة داء السرقة:-
وتعتمد تلك المرحلة علي استبصار الأشخاص المرض بهوس السرقة بحالاتهم ومن يعاني من تلك السلوكيات القهرية بمدى الخطورة التي يتعرضون لها سواء من الناحية الدينية في المقام الأول، ومخاطر تلك السلوكيات من الناحية الاجتماعية.
وإن الشخص في تلك الحالة في العرف ما هو إلا له صفات السارق وهذا بالطبع يوفر لهم الدافع الكبير علي تغير تلك السلوكيات والأفعال القهرية المقيتة، كما يتم في مرحلة العلاج السلوكي العمل علي التنفير وكراهية تلك الأفعال والعلاج التنفيري هدفه الأساسي التقليل من تلك السلوكيات بشكل تدريجي وتنفير الأشخاص من هذه السلوكيات التي يمارسونها حتى وإن كانت مرض نفسي لكن علي الشخص أن يكون له دور في علاج الاضطراب والتخلص من تلك السلوكيات الذميمة هوس السرقة.
ثانيا مرحلة علاج هوس السرقة الدوائي
وفي الواقع لا يوجد علاج دوائي محدد من أجل علاج هوس السرقة بشكل محدد كما هو الحال في علاج مرض الفصام وأدوية علاج الاكتئاب من مضادات الاكتئاب لكن بالطبع هناك بعض الاضطرابات النفسية والتي لا يوجد لها علاج محدد.
وفي الواقع يلجأ الأطباء إلى العلاج الدوائي في حالة وجود اضطراب نفسي أو ذهاني مصاحب لاضطراب هوس السرقة مثل الاكتئاب الشديد والمزمن أو علاج الفصام أو غيرها من الاضطرابات النفسية والذهانية والتي يكون فيها هوس السرقة مرض مصاحب، أكن في حال عدم وجود أي اضطراب نفسي مصاحب فإنه لا ينصح باستعمال العقاقير أو الأدوية في علاج هوس السرقة.
خاتمة
في نهاية هذا الرحلة الاستكشافية حول علاج هوس السرقة، ندرك أن علاج هذا الاضطراب يستند إلى فهم عميق للدوافع والسلوكيات الدخيلة كما يبرز هوس السرقة كظاهرة نفسية تتطلب مدخل شامل، حيث يتداخل العلاج النفسي مع العلاج السلوكي لتحديد الأسباب الجذرية وتغيير الأنماط الضارة.
يظهر هذا المقال أهمية الدعم الاجتماعي والفهم للأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب، وكيف يمكن للتدخل المبكر والمتخصص أن يلعب دوراً حاسماً في التخفيف من آثاره وعلينا أن نتذكر دور العلاج النفسي والسلوكي في تحفيز التغيير وتوجيه الأفراد نحو الشفاء والتعافي كما يسعى العلاج لتحقيق تحول شامل في تصور الفرد لذاته وللعالم من حوله، ونأمل أن يكون هذا المقال قد أسهم في فهم أعماق هوس السرقة وأساليب التدخل الفعالة لتحسين الحياة النفسية والاجتماعية للأفراد المتأثرين.
ما اسم مرض جنون السرقة؟
يعرف وسواس السرقة باسم الكلبتومانيا والتي تعني السرقة المرضية، وهي من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي قد تتسبب في وقوع الأشخاص في الضرر والمشاكل.