تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؟ مقال شامل يستعرض الآثار الإيجابية والسلبية، من التواصل والدعم إلى الاكتئاب والقلق. تعرف على أبرز أبرز أنواع الاضطرابات النفسية التي ارتبطت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي من أهم الوسائل التي يعتمد عليها الكثيرون في شتى أمور حياتهم اليومية، ورغم ما توفره هذه الوسائل من فوائد في التواصل والمشاركة بين الأفراد، إلا أن الاستخدام المفرط لمثل هذه الوسائل تسبب في الكثير من ظهور الاضطرابات النفسية، والتى تشمل القلق، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية،  وأصبح من الصعب التخلي عنها، فهى تعد من أهم المصادر للتعرف على الاحداث والاخبار على مدار اليوم. كما كثر الاعتماد عليها في إنجاز المهام والأعمال داخل المؤسسات الحكومية والخاصة، كما اعتمد عليها الطلاب بشكل أساسي على إنجاز المهام التعليمية والدراسية. سنتناول في هذه المقالة ما يلي:

مفهوم وسائل التواصل الاجتماعي:

تعرف بأنها مجموعة من الشبكات الإلكترونية، التي تتيح للشخص إنشاء حساب شخصي خاص به، وربطه بنظام اجتماعي إلكتروني يجمعه مع أعضاء آخرين يشاركونه اهتماماته وهواياته. كما أنها تعرف على أنها أساليب حديثة للتواصل في البيئة الرقمية، التي تتيح للمجموعات الالتقاء عبر الإنترنت، وتبادل المنافع والمعلومات.

 أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي:

يوجد العديد من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها:

  • إطلاق الدوبامين، وهو هرمون يفرزه الدماغ بكميات صغيرة، وهو عبارة عن ناقل عصبي مرتبط بالمتعة و المكافأة. عندما يصل الشخص إشعار من أحد حساباته على هذه المواقع، فإن دماغه يصبح تحت تأثير الحماسة والتحفيز.
  • توفر وسائل التواصل الاجتماعي إشباعاً فورياً للعديد من الاحتياجات، مثل التواصل الاجتماعي والترفيه، والحصول على المعلومات.
  • الحاجة إلى البقاء على اطلاع، حيث يتطلع الكثيرون إلى معرفة الأحداث الجارية والأخبار.
  • مقارنة الذات بالآخرين، وتتمثل في رؤية منشورات الآخرين التي تعرض جوانب مثالية من حياتهم يمكن أن تؤدي إلى مشاعر الحسد والنقص، مما يدفع إلى المزيد من التفاعل في محاولة لمواكبة ذلك.
  • السعي وراء الإعجابات والتعليقات التي تجعل الجميع يشعر بالرضا والتحقق من الذات عندما يتلقون تفاعلات إيجابية.
  • تخفيف التوتر والقلق حيث يمكن أن توفر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للهروب مؤقتاً من ضغوط الحياة.
  •  يمكن للمجموعات والمجتمعات عبر الإنترنت أن توفر شعورًا بالانتماء والدعم للأفراد الذين قد يشعرون بالعزلة في حياتهم الواقعية.
  • توافر الهواتف الذكية والتي تجعل من السهل تحميل التطبيقات المختلفة في أى وقت وأى مكان.
  •  تصميم العديد من التقنيات، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، لتكون جذابة وتنافس على انتباه المستخدمين.

من المهم ملاحظة أن هذه الأسباب غالبًا ما تتفاعل مع بعضها البعض، مما يزيد من خطر الوقوع في دائرة الإدمان.

ما هي أبرز أنواع الاضطرابات النفسية التي ارتبطت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

 العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاضطرابات النفسية معقدة و متعددة العوامل. ليس بالضرورة أن يكون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سببًا مباشرًا للاضطراب النفسي، ولكن يمكن أن يكون عامل خطر أو يزيد من حدة المرض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الأفراد الذين يعانون بالفعل من اضطرابات نفسية ميل أكبر لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كآلية للتكيف أو الهروب. وتتمثل الاضطرابات النفسية في:

اضطرابات المزاج:

وتتمثل في الاكتئاب، حيث أثبتت بعض الدراسات وجود صلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة معدل الاكتئاب، خاصة بين المراهقين والشباب.

اضطرابات القلق:


يرتبط قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي بزيادة مستويات القلق والتوتر.  مما ينتج عن ذلك الخوف من شئ ما، والتعرض لكميات كبيرة من المعلومات والأخبار التى قد تكون مقلقة. وعلى الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى تسهيل التواصل، إلا أن الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى تفاقم القلق لدى البعض.

 قد يفضل الأفراد التفاعلات عبر الإنترنت على التفاعلات الواقعية، مما يقلل من مهاراتهم الاجتماعية ويزيد من قلقهم في المواقف الاجتماعية الحقيقية.

 يمكن أن يساهم التدفق المستمر للإشعارات والتحديثات والأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي في الشعور العام بالقلق والتوتر وصعوبة الاسترخاء.

اضطرابات الأكل:

يرتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بزيادة خطر الإصابة باضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي، و مقارنة الذات بالآخرين إلى سلوكيات أكل غير صحية.

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:

 قد يؤدي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك التمرير السريع والمحتوى القصير و المشتت للانتباه، إلى تفاقم أعراض نقص الانتباه والاندفاع لدى الأفراد المعرضين للخطر.

الشعور بالوحدة والعزلة: 

على الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي مصممة لربط الناس، إلا أن قضاء الكثير من الوقت علىها يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة، وتصبح العلاقة بين الأشخاص عبارة عن تفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي.

اضطرابات النوم:

 يمكن أن يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من الليل إلى تعطيل أنماط النوم الصحية، مما يؤثر سلبًا على المزاج والتركيز والصحة العامة.

زيادة التعرض للتنمر الإلكتروني والمحتوى الضار:

 يمكن أن يتعرض الشباب للتنمر عبر الإنترنت والمحتوى العنيف أو غير المناسب، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.

ما هي مميزات وعيوب مواقع التواصل الاجتماعي؟

تكمن مميزات وسائل التواصل الاجتماعي في:

  • التواصل والتفاعل الاجتماعي:

ويكمن في سهولة التواصل مع الأصدقاء والعائلة، حيث تمكن المستخدمين من البقاء على اتصال مع الأشخاص بغض النظر عن المسافات الجغرافية.

بناء مجتمعات واهتمامات مشتركة بين الأشخاص.

توسيع دائرة المعارف في الحياة الشخصية والمهنية.

  • نشر المعلومات والأخبار:

سرعة انتشار الأخبار والمعلومات، حيث يمكن للأخبار والأحداث أن تنتشر بسرعة كبيرة على مستوى العالم.

منصات للصحافة المواطنة والتي تمكين الأفراد من مشاركة وجهات نظرهم وتغطية الأحداث بشكل مباشر.

 توفير وجهات نظر مختلفة حول القضايا.

  • التعليم والتطوير:

منصات للتعلم عن بعد والمشاركة في الدورات التدريبية.

تبادل المعرفة والخبرات بين المستخدمين.

الوصول إلى موارد تعليمية متنوعة.

  • التسويق والأعمال:

أدوات قوية للتسويق والترويج للعلامات التجارية والمنتجات.

التواصل المباشر مع العملاء وبناء علاقات قوية.

فرص جديدة للأعمال والتجارة الإلكترونية.

  • االتوعية بالقضايا الاجتماعية والإنسانية:

حملات توعية فعالة حول مختلف القضايا.

حشد الدعم والتبرعات للقضايا الإنسانية.

إعطاء الأصوات للفئات المهمشة.

  • التسلية والترفيه:

توفير محتوى ترفيهي متنوع (مقاطع فيديو، صور، ألعاب).

ملء أوقات الفراغ بطريقة ممتعة.

بينما عيوب وسائل التواصل الاجتماعي تتمثل في:

  • الإدمان وإضاعة الوقت:

سهولة الانغماس وقضاء ساعات طويلة دون وعي.

التأثير السلبي على الإنتاجية والمسؤوليات الأخرى.

  • التأثيرات السلبية على الصحة النفسية:

زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

تدني احترام الذات بسبب المقارنات الاجتماعية.

الشعور بالوحدة والعزلة على الرغم من الاتصال الظاهري.

الخوف من فوات شيء ما.

  • التنمر الإلكتروني والمضايقات:

سهولة إيذاء الآخرين عبر الإنترنت.

صعوبة تتبع ومحاسبة المتنمرين في بعض الأحيان.

آثار نفسية مدمرة على الضحايا.

  • انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة:

صعوبة التحقق من مصداقية المعلومات.

تأثير سلبي على الرأي العام واتخاذ القرارات.

  • انتهاك الخصوصية والأمن:

مخاطر مشاركة المعلومات الشخصية مع أطراف غير موثوقة.

احتمالية اختراق الحسابات وسرقة البيانات.

استخدام البيانات الشخصية لأغراض غير أخلاقية.

  • التأثير السلبي على العلاقات الواقعية:

تقليل الوقت المخصص للتفاعلات وجهًا لوجه.

إضعاف مهارات التواصل الاجتماعي الحقيقية.

  • التسويق المضلل والإعلانات المزعجة:

التعرض لكميات كبيرة من الإعلانات التي قد تكون غير مرغوب فيها أو مضللة.

من المهم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بوعي ومسؤولية، وإدراك هذه المميزات والعيوب لتحقيق أقصى استفادة وتجنب الآثار السلبية المحتملة.

في الختام

 إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تحديًا معاصرًا ذا جوانب نفسية واجتماعية متعددة. فبينما تحمل هذه المنصات في طياتها إمكانيات هائلة للتواصل والتثقيف والترفيه، فإن الاستخدام المفرط وغير المنظم لها ينطوي على مخاطر جمة تهدد الصحة النفسية والعلاقات الواقعية والإنتاجية الشخصية.

المصادر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *