الإدمان هو آفة العصر الحالي حيث يعاني الكثير من الشباب والمراهقين من هذا البلاء، حيث يؤثر المدمن بالسلب على نمو المجتمع وإنتاجيته، والجدير بالذكر أن الإدمان لا يتلخص على إدمان المخدرات فقط وإن كان هو الأكثر خطورة إلا أن أي سلوك قهري يصيب الشخص ولا يستطيع التوقف عنه أو يعاني من أعراض عن تركه يعتبر إدمانًا مثل: إدمان العمل أو تصفح وسائل التواصل أو ألعاب الكومبيوتر وغير ذلك.
البحث عن حل للإدمان هو أول خطوة للتعافي ولكن إنكار المشكلة وعدم الاعتراف بها هو مشكلة إضافية بجانب الإدمان وهذا ما يحدث مع المدمن العنيد الذي لا يرد تلقي العلاج، وفيما يلي نقدم لكم ما يفيد خلال رحلة علاج الإدمان وكيفية إقناع المدمن بأهميته.
مخاطر ترك المدمن بدون علاج
ترك المدمن بدون علاج هو أمر خطير للغاية وله العديد من المضاعفات، فإن كان المدمن يرفض العلاج أو شخص عنيد لا يعترف بوجود مشكلة في البداية يجب إقناعه وأن لم يستجب فيجب التبليغ عنه لإحدى مؤسسات علاج الإدمان، وذلك لتجنب مخاطر عدم العلاج والتي أهمها:
- تفاقم الحالة الصحية للمريض بسبب الإدمان.
- الهلاوس وعدم القدرة على التفريق بين الحقيقة والوهم.
- المعاناة مع المشاكل النفسية المصاحبة للإدمان مثل الاكتئاب واضطراب القلق وغيرهما.
- الانتحار بسبب زيادة الاضطرابات العصبية والنفسية نتيجة إهمال علاج الإدمان.
- الموت نتيجة لجرعة زائدة من المخدر أو تجريب نوع أخر من المخدرات.
ما الحل مع المدمن العنيد؟
المدمن العنيد هو الذي لا يعترف بحجم المشكلة ولا يقر بأنه مدمن على الرغم من عدم قدرته على ترك المادة الإدمانية، لذا فهو يحتاج إلى معاملة خاصة ومحاولة إقناعه بالعلاج، وفيما يلي نوضح لكم كيفية التعامل مع المدمن العنيد:
1_ التعرف على حقيقة الإدمان وطبيعة المدمن
سوف يساعدك هذا في تقبل حقيقة إدمان إبنك أو زوجك، وإدراك أن الإدمان لا يعبر عن سوء الأخلاق أو التربية وأنما هو سلوك قهري يقع فيه الشخص لأسباب، بالإضافة إلى أن الكثير من التصرفات لا تكون نابعة من الشخص إنما هي فقط بسبب إدمانه.
2_ المواجهة المباشرة للمدمن
يجب مواجهة المدمن بمعرفتك لإدمانه ويفضل أن يكون معك دليل ملموس مثل عينة من المخدر أو ما شابه وذلك حتى لا ينكر الأمر، فالاعتراف بالمشكلة هو أول سبل العلاج.
3_ إظهار التعاطف
يتملك الشريك أو الأسرة الغضب عند معرفة إدمان أحد أفراد العائلة وهو شعور طبيعي في مثل هذه الحالات ولكن يجب التصرف بهدوء لحل المشكلة وخاصة إذا كان المدمن عنيد فأنه يحتاج إلى التحاور بهدوء حتى يكون هناك جسر للتواصل لإقناعه بالعلاج.
4_ تعزيز الثقة
في الواقع قد يصعب وضع الثقة في المدمن بعد وقوعه في الإدمان ولكن يكون المدمن في أشد الحاجة إلى تعزيز الثقة بينك وبينه مما يساعده في إعادة بناء الثقة في نفسه وفي العلاج.
5_ حل المشاكل العائلية
في كثير من الأحيان يلجأ المدمن في الأساس إلى الإدمان بسبب المشاكل العائلية أو بسبب عدم وجود شخص لمشاركته الضغوط والآلام، لذا فإن حل هذه المشاكل ومحاولة بناء علاقة قوية بين أفراد العائلة يساعد في العلاج وإقناع المدمن العنيد به.
6_ التحدث عن مشاكل الإدمان
يمكن استخدام أضرار الإدمان كطريقة للإقناع بالعلاج، فالتحدث عن انخفاض المستوى التعليمي أو ما خلفه الإدمان على الشخص يمكن أن يقنعه بأهمية العلاج لتلافي الأضرار الأكبر التي يمكن أن تحدث.
7_ طلب المساعدة الطبية
الاستعانة بأحد مراكز علاج الإدمان المتخصصة من أهم الطرق التي يمكن أن تساعد بها المدمن، فكلما كان طلب المساعدة أسرع كلما كانت نتائج علاج الإدمان
أفضل.
طرق علاج الإدمان
الحل مع المدمن هو التوجه إلى العلاج والذي يتم عن طريق عدة طرق تتكامل فيما بينها ليصل الشخص إلى التعافي، ومن أبرز طرق علاج الإدمان:
1_ سحب سموم المخدرات
إزالة سموم المخدرات هي الخطوة الأولى لعلاج الإدمان وتكون هذه المرحلة أشد المراحل خطرًا وألمًا بسبب الأعراض الانسحابية المصاحبة لهذه المرحلة، لذا يجب أن تتم هذه المرحلة داخل المركز العلاجي حيث سهولة السيطرة على الأعراض وتجنب المضاعفات.
2_ الأدوية
يتم صرف الأدوية خلال علاج الإدمان لتقليل الرغبة في المخدر أو لتخفيف من حدة الأعراض الانسحابية أو لعلاج الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان، ولكن لا يجب تناول هذه الأدوية إلا بأمر من الطبيب ولا يجب تركها أو تغيير جرعتها إلا بأمر منه، ومن أبرز الأدوية المستعملة خلال علاج الإدمان ما يلي:
- النالتريكسون (Naltrexone).
- دايسلفسرام (Disulfiram).
- مضادات الاكتئاب.
- مسكنات للألم.
3_ العلاج النفسي
العلاج المعرفي السلوكي هو جزء أساسي من علاج الإدمان حيث يساعد في التعرف على أسباب اللجوء إلى الإدمان لعلاج المسبب وتغيير السلوكيات الإدمانية وتعلم كيفية السيطرة على المحفزات والتعامل معها دون اللجوء للمخدر مرة أخرى.
4_ برنامج 12 خطوة
أحد أشكال العلاج الجماعي الذي يتشارك فيه الأشخاص المعرفة والاعتراف بالتأثير السلبي للإدمان، ويعتمد على قبول المشكلة والاستسلام للعلاج.
5_ برامج إعادة التأهيل
برامج قد تكون طويلة الأمد تساعد في إبقاء الشخص بعيدًا عن المخدرات ومنع الانتكاس، تقدم هذه البرامج الدعم للمتعافين كما أنها تدعم الأشخاص بدفاعات خاصة للتصدى للإدمان ومحفزاته وتعديل السلوكيات الإدمانية بأخرى صحية عن طريق بناء مجتمع سليم حول المتعافي.
موضوعات ذات صلة
مستشفى علاج الإدمان غير المرخصة موت بالبطئ
أهمية التأهيل النفسي للمدمن ودوره في التصدي للانتكاس
كيفية التعامل مع المدمن بعد التعافي
التعافي هي مرحلة مستمرة لباقية الحياة ويجب المحافظة عليها لأن الانتكاس بعد التعافي يكون أصعب في العلاج وفي الأعراض، لذا فإن هناك بعض التعليمات التي يلزم اتباعها مع المريض بعد التعافي:
- التخلص من كافة العقاقير الإدمانية التي كانت بحوزته.
- الابتعاد عن الأماكن التي كان يتعاطى بها لأن هذا سوف يجدد الشعور بالنشوة والرغبة في التعاطي وقد يتسبب في الانتكاس.
- مراقبة أصدقائه ومن يقضي وقته معهم.
- عمل احتفال صغير بعد خروجة من المستشفى بغرض التخفيف عنه.
- عدم تذكيره بإدمانه أو الأفعال التي قام بها تحت تأثير المخدر لأن هذا سوف يشعره بالإحراج والضيق.
- لا تعطي المتعافي أموال كثيرة وخاصة بعد خروجة من المستشفى فقد يفكر في شراء المخدرات مرة أخرى.
- أدعم المتعافي وثق به وحاول التحدث عن إيجابياته حتى تعود ثقته بنفسه مرة أخرى.
- ملء وقت الفراغ بالأنشطة المختلفة.
- ضرورة متابعة الشخص المتعافي والالتزام على جلسات العلاج النفسي ومواعيد زيارة الطبيب لمتابعة التطورات الصحية والتدخل في أسرع وقت عند الحاجة.
هل يعود الشخص إلى طبيعته بعد العلاج؟
لا يمكن الرد بإجابة مطلقة عن هذا السؤال وذلك لأن مصير العلاج يتم تحديده على حسب عدة متغيرات أهمها:
- نوع المخدر المستخدم.
- مدى كفاءة البرنامج العلاجي.
- مدة تعاطي المخدر.
- خلط أكثر من نوع مخدر في نفس الوقت.
- الحالة الصحية للمدمن.
فكل هذه العوامل تؤثر على تحديد حالة المدمن بعد العلاج، حيث أن الإدمان هو مرض مزمن يمكن أن تتعافي منه تمامًا في كثير من الحالات ويمكن أن تحجيمه فقط في حالات أخرى، ولكن في جميع الأحيان أن ترك المدمن بدون علاج يسبب الكثير من المضاعفات التي قد تصل إلى الموت.