مدمن المخدرات في الجامعة جملة انتشرت في الفترة الاخيرة حيث انه من المعروف أن الجامعة هي مرحلة مهمة في حياة الطالب، حيث يتعلم فيها المهارات والمعارف التي تؤهله للمستقبل ولكن هذه المرحلة ليست خالية من التحديات والصعوبات التي قد تواجه الطالب وتؤثر على أدائه وسلوكه.
من أخطر هذه التحديات هو مشكلة المخدرات و مدمن المخدرات في الجامعة، التي تنتشر بين الطلاب في الجامعات ومراحل الدراسة بشكل مقلق فما هي أسباب مدمن المخدرات في الجامعة؟ وما هي عواقبها على الطالب والمجتمع؟ وكيف يمكن الوقاية منها والتغلب عليها؟ في هذا المقال، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة، ونقدم بعض الحلول والنصائح لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد مستقبل شبابنا.
مدمن المخدرات في الجامعة
تعد المخدرات من اخطر الظواهر المنتشرة بين شباب الجامعات وطلاب المدارس , وهناك العديد من العوامل والأسباب التي ساعدت علي انتشار وتفشي تلك السموم بين شباب الجامعات وطلاب المدارس خاصة بين طلاب الجامعات الخاصة وظهور مدمن المخدرات في الجامعة, وقد كان رخص أسعار المخدرات وسهولة الحصول عليها مع وجود رفقاء السوء الذين يعدون اكبر الأسباب علي وقوع الأشخاص في فخ الادمان علي المخدرات.
ومن اهم الأمور التي تساعد علي الوصول الي اقصي درجات التعافي هو التعرف علي الشخص المدمن في وقت مبكر ومساعدته في الوصول الي افضل مكان لعلاج الادمان من اجل الابتعاد عن هذا العالم المظلم، واكتشاف مدمن المخدرات في الجامعة والتعرف علي المدمن في المنزل ليس من اجل معاقبته بل من اجل مساعدته في الإقلاع عن طريق المخدرات .
ادمان المخدرات في السنوات الأخيرة ظاهرة مجتمعية
لا شك ان اقبال الأشخاص علي تعاطي المخدرات قد زاد بقوة في الآونة الأخيرة وان مدمن المخدرات في الجامعة انتشر, وليس هذا في نطاق التعليم الجامعي فحسب وان كانت اعلي نسب تعاطي المخدرات والوقوع في فخ الادمان لدي الشباب والمراهقين بل لدي السائقين والموظفين وغيرهم من فئات المجتمع ولم يقتصر الامر علي الرجال حتي النساء غرر بهن في طريق المخدرات.
وحين ننظر الي تلك السموم فهي اخطر ما يهدد حياة الافراد بل نهاية مطاف مدمني المخدرات هي السجن بسبب حيازة مواد مخدرة محظورة او ربما الموت بسببب جرعات زائدة من المخدر او غيرها من النهايات المؤلمة التي يعيشها مدمن المخدرات في الجامعة، واضرار المخدرات لا تتوقف علي الشخص المدمن فحسب بل ان مخاطر واضرار الادمان تتسبب في مشاكل علي الاسرة والمجتمع اجمع , وحين ننظر الي ابرز عوامل وأسباب ادمان الشباب وظهور مدمن المخدرات في الجامعة هي المشاكل التي تواجههم وعدم لجوئهم الي الحلول الصحيحة من خلال الخبراء النفسيين او من خلال الاسرة ومشاركة افراد الاسرة في كيفية حل المشاكل.
فيهربوا الي طريق الحل السهل في ظل ترويج تجار المخدرات بان تعاطي الحشيش او الترامادول وغيرها من أنواع المخدرات هو طريق السعادة ولكن بالطبع ليس هذا هو الحل علي الاطلاق الا ولانهم ليس لديهم خبرات كبيرة فان الشباب والمراهقين اسهل صيد لتجار المخدرات لذلك انتشر مدمن المخدرات في الجامعة.
كيف تتعرف علي الشخص المدمن
لا شك ان علاج مدمني المخدرات في الجامعة او من بين طلاب المدارس يتطلب منا ان نضع أيدينا علي جوهر المشكلة و نخرج شبابنا وفلذات اكبادنا من طريق المخدرات وعالم الضياع وتخليصهم من بؤرة الادمان التي تهدد حياتهم بل وحياة ذويهم، ومن هنا فان التعرف علي الشخص المدمن له دور كبير في البدء في مراحل علاج الادمان في وقت مبكر قبل ان يكون الموت اسرع الي الأشخاص من العلاج.
وهناك العديد من العلامات والاعراض التي من خلالها يتم التعرف علي مدمن المخدرات في الجامعة ومساعدته من اجل الخروج من هذا الطريق الذي وقع فيه والتخلص من الخطر الذي يداهمه، وتعد اعراض الادمان واعراض مدمن المخدرات في الجامعة هي جرس الإنذار من اجل التعرف علي المدمن من خلال الاعراض الجسدية والنفسية والسلوكية التي يقوم بها وتدل بقوة انه وقع في طريق الادمان .
هناك العديد من الأدوات والمظاهر والعلامات التي تساعدك علي التعرف علي الشخص المدمن خاصة ادمان طلاب الجامعة او غيرها من مراحل التعليم قبل الجامعي , من خلال السلوكيات التي يقوم بها الشخص المدمن والتي تجعله في حالة من اللاوعي , اذ انه يكون في حالة مغيبة ويقوم بالعديد من التصرفات بسبب الجرعات التي يتناولها من مختلف أنواع المخدرات .
أولاً غياب مدمن المخدرات في الجامعة
من ابرز العلامات التي تدل علي وقوع الشاب الجامعي او طلاب ما قبل الجامعة هي غياب الطالب عن دروسه بشكل ملحوظ , ومن بين تلك السلوكيات الغياب المتكرر , بالإضافة الي التدني في التحصيل الدراسي , والتاخر في التعليم وعدم القدرة علي استيعاب الدروس والمناهج .
ثانياً الادوات
تستطيع التعرف علي الشخص المدمن خاصة من هم في بداية فترات التعاطي وعدم الخبرة في إخفاء أدوات تعاطي المخدرات مثل ابرة واكياس بلاستيكية او عواد ماصة او سرنجات وغيرها من أدوات التعاطي المختلفة بحسب أنواع المخدرات .
ثالثاً غطاء الاذرع دائما
ملاحظة ان الشخص الذي يتعاطي المخدرات من خلال الحقن الوريدي انه يحاول إخفاء تعاطيه للمخدرات من خلال عدم الإبقاء علي الذراعين عاريين حتي لا يتم ملاحظة اثر الحقن التي يتعاطها .
رابعاً السلوكيات الحادة
السلوكيات الحادة والعصبية والمزاج المتقلب بشكل سريع في استثارة الاعصاب ولعل السبب اما التاخر في الحصول علي الجرعة في ظل انتهاء مفعول جرعة المخدرات وحاجته الي مزيد من المخدر .
خامساً البقاء خارجا
البقاء خارج المنزل لوقت طويل , مع ملاحظة طلب الأموال بشكل غير معتاد اذ انه يرغب في شراء تلك المواد التي يتعاطهاها , بل ان بعض الأشخاص يبيغ أغراض المنزل ويرهنون أشياء من ممتلاكاتهم من اجل الحصول علي المادة المخدرة .
سادساً علامات نفسية
هناك العديد من العلامات النفسية التي تظهر علي الشخص المدمن من الانطوائية الشديدة والرغبة في العزلة بشكل دائم , مع ضعف في الذاكرة بشكل ملحوظ , وقلة التركيز ,
سابعاً القلق
القلق مع الاكتئاب الشديد وتعاطي المهدئات والمنومات .
ثامناً علامات جسدية
هناك العديد من العلامات الجسدية التي تظهر علي متعاطي المخدرات من السعال الشديد وارتفاع في درجة حرارة الجسم , بالإضافة الي القيء والغثيان , وسوء التغذية ونقص ملحوظ في الوزن والاجهاد والارق المستمر مع الرغبة في النوم وغيرها من الاعراض الجسدية التي تعد علامة بارزة علي وقوع الشخص في فخ الادمان علي المخدرات .
تاسعاً سلوك سيء
حياة الجحيم التي يعيشها مدمن المخدرات في واقع الامر في ظل عدم القدرة علي الحصول علي الأموال اللازمة لشراء المخدرات بالطرق الشرعية , فانه يلجأ الي سلوك الطرق الغير شرعية مثل السرقة والغش والتدليس .
عاشراً الاهمال بالتأنق والهندام
من ابرز العلامات والاعراض التي تتعرف من خلالها علي مدمن المخدرات من طلاب الجامعة او المراهقين والشباب والفتيات في مرحلة المراهقة بشكل عام ,من خلال اهمال المنظر والهندام وترك تسريح الشعر وعدم الاهتمام بنفسه تماماً علي خلاف الماضي .
اعراض الادمان ليست الحكم النهائي
في حقيقة الامر قد يظهر علي بعض الأشخاص العديد من الاعراض النفسية والجسدية والسلوكية التي اشرنا اليها من خلال المحور السابق من الموضوع حول كيفية اكتشاف مدمن المخدرات الا ان هذا الشخص لا يكون مدمن , فقد يكون هذا الشخص يعاني من مرض يتسبب في ظهور تلك الاعراض , فتتشابه اعراض الادمان مع اعراض الامراض والاضطرابات الأخرى , ومن هنا فلا يجب الحكم النهائي علي شخص يتعاطي المخدرات الا بعد عمل تحليل المخدرات وهو الامر الذي ليس بعده انكار ,ومن هنا فان عمل تحليل المخدرات وعمل الفحوصات الطبية من خلال المختصين هي البوابة الأخيرة من اجل التعرف علي الشخص المدمن والتاكد ما اذا كانت تلك الاعراض ناجمة عن تعاطي المخدرات او امراض اخري .
لكن سواء كان الاعتراف من قبل الشخص المدمن بانه يتعاطي المخدرات او من خلال التعرف علي مدمن المخدرات من خلال التحاليل الطبية الا ان هذا لا يعني نهاية الطريق , بل علينا ان نكون يد عون ونقف مع الشخص المدمن في طريق التعافي ومساعدته في طريق علاج الادمان , من خلال توجيهه الي مراكز ومستشفيات معالجة الادمان اذ ان تلك الإمكان المخصصة لعلاج مدمني المخدرات , وفي حالة عدم القدرة علي توجيه مدمن المخدرات فحينها عليك ان تقوم بتبليغ احد افراد الاسرة من اجل مساعدة الشخص المدمن لانه في العادة يكون متخبط في طريق المخدرات ولا يعي افعاله وقد يستمر في هذا الطريق طول عمره , ان لم يأخذ احد بيده من هذا الطريق .
طرق علاج مدمن المخدرات في الجامعة
هناك العديد من برامج علاج الادمان التي نوفرها من خلال مركز للطب النفسي وعلاج الادمان من اجل علاج ادمان الطلبة حتي يتم حل المشاكل التي تواجه الطلاب سواء في مراحل التعليم ما قبل الجامعي او مرحلة الجامعة , فنحن هدفنا الأول والأخير هو مساعدة الطلبة الراغبين في العلاج من اجل التخلص من معاناتهم وتخطي كل المشاكل التي تواجههم في حياتهم من اجل العودة الي الحياة من جديد والتخلص من طريق الادمان من خلال مجتمعات علاجية متكاملة والتمتع بحياة صيحة بدون مشاكل.
ومن هنا ومن اجل خلق مجتمع خال من الادمان فاننا في مستشفي بيت الشفا للطب النفسي وعلاج الادمان نقدم افضل برامج علاج الادمان لطلبة الجامعة حتي يتم تخليصهم من طريق المخدرات نهائياً وإمكانية مواصلة الدراسة بدون معاناة , ولدينا الخبرة الكافية من اجل ان يقوم الطالب باتمام مراحل الدراسة في الجامعة مع السير في طريق علاج الادمان والوصول الي اقصي درجات التعافي .
خلاصة مدمن المخدرات في الجامعة
بعد أن تناولنا مشكلة المخدرات بين الطلاب في الجامعات ومراحل الدراسة، وبينا بعض الأسباب والعوامل التي تساهم في هذه المشكلة، وكذلك بعض الحلول والنصائح للوقاية والعلاج منها، نستنتج أن هذه المشكلة تحتاج إلى جهد مشترك من جميع الأطراف المعنية، من الأسرة والمدرسة والمجتمع والدولة، للحد من انتشارها والقضاء عليها.
كما ندعو الطلاب إلى الابتعاد عن هذا السم الخبيث، والتركيز على دراستهم وتطوير مهاراتهم وهواياتهم، والاستفادة من البرامج والأنشطة التي تقدمها الجامعات والمؤسسات التعليمية، والبحث عن الدعم والمساعدة عند الحاجة. فالمخدرات لا تحل أي مشكلة، بل تزيد منها وتدمر حياة الفرد والمجتمع. قال تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة: 195]