علاج ادمان المخدرات: أفضل البرامج الفعالة للتعافي

ادمان المخدرات هو حالة مرضية مزمنة تتميز بالرغبة في تعاطي المخدرات والحصول عليها، مع الميل إلى زيادة الجرعة، مما يسبب اعتمادًا نفسيًا وجسديًا وتأثيرًا ضارًا على الفرد والمجتمع. يعتبر الإدمان مرضًا دماغيًا يؤثر على نظام المكافأة في الدماغ، مما يؤدي إلى سلوك قهري للبحث عن المخدرات وتعاطيها على الرغم من العواقب السلبية.

من الجدير بالذكر أن الخطوة الأولى في رحلة علاج ادمان المخدرات هي أن يدرك المريض أنه بحاجة للعلاج وأن يعي كل أضرار ومخاطر الإدمان، وبذلك سوف يتمكن من اتخاذ القرار الصحيح ووضع مجموعة من الأهداف الواقعية التي تساعده على التعافي، ثم يبدأ مباشرة في التخلص تمامًا من كافة الأدوية والمواد المخدرة المسببة للإدمان، وأن يبتعد عن الأصدقاء المرتبطين بذلك.

ما هي أعراض ادمان المخدرات؟

تتضمن أعراض ادمان المخدرات ما يلي:

  •  شعور قوي وملح بتعاطي المخدر.
  • فقدان السيطرة على التحكم في كمية أو تكرار تعاطي المخدر.
  • الاستمرار في تعاطي المخدر على الرغم من المشاكل الصحية، الاجتماعية، المالية، أو القانونية.
  •  الحاجة إلى كميات أكبر من المخدر لتحقيق التأثير المطلوب.
  •  ظهور أعراض جسدية أو نفسية غير مريحة عند التوقف عن تعاطي المخدر.
  • إهمال المسؤوليات والتقصير في الالتزامات في العمل، المدرسة، أو المنزل.
  •  تقلبات مزاجية، تهيج، قلق، اكتئاب، أو سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
  • عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام.
  • فقدان أو زيادة الشهية.
  • اضطرابات النوم.
  • زيادة غير مبررة في الحصول على المال.

أسباب ادمان المخدرات:

ينتج  ادمان المخدرات عن تفاعل عدة عوامل، بما في ذلك:

  • الوراثة والتغيرات في كيمياء الدماغ.
  • اضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
  • العوامل البيئية والاجتماعية من ضغط الأصدقاء، التفكك الأسري، الفقر، البطالة.
  • التاريخ العائلي للإدمان.
  • قلة المشاركة العائلية وضعف الروابط  مع الوالدين.

أنواع برامج علاج ادمان المخدرات الفعالة:

إن ادمان المخدرات عبارة عن حالة طبية معقدة تتطلب علاجًا شاملًا لإمكانية التعامل مع الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية للمدمن، وهناك عدة طرق وأساليب للعلاج يمكن أن تكون فعالة، وتعتمد على طبيعة الإدمان واحتياجات الحالة، إليك بعض الطرق الشائعة لعلاج ادمان المخدرات:

1- التقييم الشامل والخطة العلاجية الفردية:

  • تبدأ عملية العلاج بتقييم شامل لحالة المريض من قبل فريق متخصص (طبيب نفسي، أخصائي علاج إدمان، أخصائي اجتماعي).
  • بناءً على هذا التقييم، يتم وضع خطة علاجية فردية تلبي احتياجات المريض الخاصة وتأخذ في الاعتبار نوع الإدمان والمشاكل المصاحبة.

2- إزالة السموم :

التخلص من السموم هو الخطوة الأولى في مرحلة علاج الإدمان على تعاطي المخدرات، تتضمن هذه الخطوة عملية تنظيف الجسم من السموم كما أنها تساعد على التخلص من تفاعلات الانسحاب.

تتم عملية إزالة السموم من الجسم من خلال مساعدة الشخص على التوقف عن تناول المخدرات خلال فترة قصيرة جداً، وتقليل جرعة المواد المخدرة بشكل تدريجي. وينصح بخضوع هذه العملية داخل العيادات والمراكز المتخصصة لتفادي بعض الأثار الجانبية الوارد حدوثها.

3- العلاج السلوكي النفسي:

هو أحد الطرق التي يتم اللجوء لها بعد الإنتهاء من مرحلة إزالة السموم، ويعد جزء حيوي ومشترك ضمن خطة علاج إدمان المخدرات، ويتم من خلال طبيب نفسي أو أخصائي صحة نفسية. ويتميز بالآتي:

  • يهتم  بشكل أساسي بالمشاكل والتحديات الحالية التي يواجهها الفرد.
  • يركز العلاج على معالجة المشاكل المحددة التي يعاني منها الفرد، مثل أنماط التفكير السلبية، والسلوكيات غير الصحية، ونقص المهارات.
  • يعتبر من أكثر أنواع العلاج النفسي التي خضعت للبحث العلمي وأثبتت فعاليتها في علاج مجموعة واسعة من المشاكل النفسية، بما في ذلك الإدمان، والاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، واضطراب ما بعد الصدمة. ويوجد عدة أنواع للعلاج النفسي السلوكي، وتتضمن التالي:
  • العلاج السلوكي المعرفي ويتميز بأنه يساعد الحالة على معرفة الأنماط السلوكية الضارة، وأيضاً الابتعاد عن التفكير السلبي المرتبط بالإدمان.
  • العلاج السلوكي الجدلي ويركز بشكل خاص على مساعدة الأفراد على إدارة مشاعرهم الشديدة وتحسين مهاراتهم في تنظيم العواطف والعلاقات وتحمل الضيق واليقظة الذهنية.

العلاج التحفيزي ويهدف إلى زيادة دافعية الفرد للتغيير والانخراط في العلاج، كما يركز على استكشاف دوافع المريض وأهدافه لتعزيز التزامه بالتعافي.

4- العلاج الأسري:

تلعب الأسرة دور فعال في كيفية التواصل بفاعلية مع المدمن ووضع حدود صحية، كما أنها تمثل دور هاماً في دعم التعافي من الإدمان.

5-  برامج إعادة التأهيل:

بأحد الطرق إما داخل المراكز الطبية أو خارجها:

  • إعادة التأهيل داخل المراكز الطبية

تعتبر أفضل خيار للأشخاص الذين يعانون من الإدمان على المخدرات والكحول، حيث يقوم مجموعة من الأطباء والمختصين والمعالجة بمراقبة الحالة بشكل مستمر من أجل التأكد من سلامته.

  • إعادة التأهيل خارج المراكز الطبية

 تتميز بأنها توفر للمرضى مجموعة واسعة ومتنوعة من الإرشادات والنصائح والحصص المفيدة للتخلص من الإدمان على المخدرات، مع الاستمرار على ممارسة الأنشطة اليومية المختلفة والمحددة من قبل هذا البرنامج.

6- برنامج 12 خطوة

أحد أهم وأشهر البرامج التي تساعد على علاج ادمان المخدرات، بحيث يساعد المريض على مواجهة إدمانه وتعلم سلوكيات جديدة لإمكانية التعامل مع مثل هذه المواقف، كذلك يساعد البرنامج على دعم المدمن وتقديم المزيد من النصائح القيمة وتبادل الآراء والتجارب مع الأشخاص الذين مروا بمثل هذه التجربة. وللبرنامج مبادئ من أهمها

  1. الاعتراف بالعجز بحيث يعترف المدمن بأنه عاجز أمام إدمانه وأن حياته أصبحت غير قابلة للإدارة.
  2. الإيمان بقوة أكبر والاعتقاد بأن هناك قوة أعظم من الذات يمكن أن تعيد الشخص إلى رشده.
  3. اتخاذ قرار بتسليم الإرادة والحياة إلى عناية قوة الله كما يفهمها الشخص.
  4. الجرد الأخلاقي وإجراء تقييم ذاتي شامل وصادق للأخطاء والمواطن السلبية في الشخصية.
  5. الإعتراف إلى الله، لأنفسنا وللناس، بطبيعة الأخطاء التي ارتكبناها.
  6.  الاستعداد التام للتغيير لأن يزيل الله العيوب في الشخصية.
  7.  طلب المساعدة بتواضع لإزالة هذه النقائص.
  8.  إعداد قائمة بجميع الأشخاص الذين تم إيذائهم والاستعداد لتقديم تعويضات لهم.
  9.  القيام بتعويضات مباشرة حيثما أمكن ذلك دون إلحاق ضرر بالآخرين.
  10. الاستمرار في الجرد الذاتي وتقييم الذات والاعتراف بالأخطاء فور وقوعها.
  11. الصلاة والتأمل والسعي لتحسين الاتصال الواعي بالله وطلب معرفة إرادته والقوة لتنفيذها.
  12. نقل الرسالة فبعد تحقيق يقظة روحية، محاولة نقل هذه الرسالة إلى مدمنين آخرين وتطبيق هذه المبادئ في جميع جوانب الحياة.

مميزات برنامج 12 خطوة

يستطيع برنامج 12 خطوة بتأثير كبير في حياة المدمنين، كما يساعد على تغير أسلوب التفكير وإعادة السلام النفسي إليهم مرة أخرى، ويتميز بالآتي:

  • تكوين مجتمع علاجي من أفراد يشتركون في نفس المشاكل والأهداف وتشجيعهم على الاستمرار في العلاج وحياة التعافي.
  • تغيير أفكار وسلوكيات المدمن بشكل تام والتعامل مع الحياة بوجهة نظر جديدة.
  • يعد البرنامج ميثاق أو كتاب إرشادي لمريض الإدمان يساعده على التغلب على العقبات التي تواجه وتجنب الانتكاسة.
  • يساعد البرنامج مريض الإدمان على علاج الأخطاء التي ارتكبها في الماضي والتكفير عنها وبالتالي يخف شعوره بالذنب ويكتشف تقدير واحترام لذاته.
  • يعمل البرنامج علي تنشيط الجانب الروحاني في حياة المريض وتقوية صلته بالله عز وجل مما يبعث بداخله شعور بالراحة والسلام النفسي.

الخاتمة

 في الختام يجب التأكيد على أن التعافي من الإدمان ممكن، وأن طلب المساعدة ليس علامة ضعف بل خطوة شجاعة نحو مستقبل أفضل. والدعم المناسب، والالتزام بالعلاج، والإيمان بإمكانية التغيير، يمكن للأفراد التغلب على ادمان المخدرات واستعادة السيطرة على حياتهم، وبناء مستقبل أكثر صحة وسعادة لأنفسهم ولمن يحبونهم.

المصادر

مصدر 1

مصدر 2

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *