ضلالات الاضطهاد

ضلالات الاضطهاد والشك عند المدمنين

ضلالات الاضطهاد هي اعتقادات خاطئة لدى المدمنين تجعلهم يشعرون بالخطر والشك المستمر، رغم عدم وجود أي دليل حقيقي. تنتج ضلالات الاضطهاد عن تأثير المخدرات على الدماغ، مما يسبب اضطراب في التفكير والإدراك، حيث يدرك المدمن أن هناك من يريد إيذاءه، ولا يوجد دليل لذلك. تعد ضلالات الاضطهاد شكل من أشكال جنون العظمة، غالباً ما ترى في أمراض الفصام والأمراض النفسية الأخرى، مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
في هذه المقالة، سنناقش أسباب ضلالات الاضطهاد، وكيفية التعامل معها، مع تقديم النصائح لمن يعانون منها.

أنواع ضلالات الاضطهاد عند المدمنين

ضلالات الاضطهاد تأخذ أشكالًا متعددة حسب شدة الحالة ونوع المادة المخدرة المستخدمة. إليك أبرز الأنواع التي قد يعاني منها المدمنون:
1. ضلالات المراقبة والتجسس
الشخص يعتقد أنه مراقب بشكل مستمر من قبل أى شخص . قد يشعر أن هناك كاميرات مخفية أو أجهزة تنصت في منزله أو هاتفه.

2. ضلالات المؤامرة
يؤمن المدمن بأن هناك مؤامرة تُحاك ضده من قبل عائلته، أصدقائه، أو حتى الحكومة، وأن الجميع يعملون على الإيقاع به أو إيذائه.
3. ضلالات الغيرة والشك في الشريك
يصاب المدمن بشكوك غير مبررة حول خيانة شريكه العاطفي، ويعتقد أنه يتم خداعه أو استغلاله دون أي دليل حقيقي.

4. ضلالات الاضطهاد من الغرباء
المدمن يعتقد أن أشخاصًا مجهولين يريدون إيذاءه، سواء كانوا من الجيران، زملاء العمل، أو حتى غرباء في الشارع.

5. ضلالات الاضطهاد من الكائنات الخارقة أو القوى الغيبية
في بعض الحالات الشديدة، قد يؤمن المدمن بأنه مستهدف من قبل قوى غير بشرية، مثل الجن، الأشباح، أو الكائنات الفضائية.

كيف تؤثر هذه الضلالات على حياة المدمن؟

العزلة الاجتماعية والابتعاد عن العائلة والأصدقاء
العنف أو التصرف بعدوانية تجاه الآخرين
عدم القدرة على العمل أو الدراسة
مشاكل قانونية نتيجة التصرفات المتهورة

أعراض ضلالات الاضطهاد

الأعراض الرئيسية لضلالات الاضطهاد هي اعتقاد الشخص أن الآخرين يعتزمون إيذاءه أو أنه متهم بارتكاب شيء فظيع لم يفعله أبدًا.
قد تسبب ضلالات الاضطهاد أعراضًا مثل:
الخوف من المواقف العادية
الشعور بالتهديد دون سبب
الإبلاغ للسلطات بشكل متكرر
ضائقة شديدة
القلق الزائد
البحث المستمر عن الأمان
اضطرابات النوم والتفكير غير المنطقي
العزلة الاجتماعية وفقدان العلاقات بسبب الشك المستمر

ما الفرق بين الضلالات والهلاوس؟

الكثير من الناس ممكن يخلطوا بين ضلالات الاضطهاد والهلاوس، على الرغم أنهم حالتين مختلفتين تماماً، ولكن ممكن يجتمعوا مع بعض عند بعض المدمنين.

1- الضلالات عبارة عن أفكار ومعتقدات خاطئة يكون الشخص مقتنع بيها، حتى لو كانت غير منطقية أو مستحيل تكون حقيقية
مثل:
أنا مراقب من الحكومة
أصدقائي يريدون إيذائي
لدي قوة خارقة
وهنا يكون السبب خلل في التفكير والإدراك، وغالبًا ناتج عن تأثير المخدرات أو مرض نفسي مثل الفصام.

2- الهلاوس عبارة عن تجارب حسية وهمية، بمعنى أن الشخص يسمع أو يحس أشياء غير موجودة أصلاً في الواقع.
مثل:
هلاوس سمعية: يسمع أصوات تكلمه أو تهمس له (الأكثر شيوعًا).
هلاوس بصرية: يشوف أشخاص أو أشياء مش موجودة.
هلاوس لمسية: يحس أن شي يلمسه أو يمشي على جسمه.
هلاوس شمية وذوقية: يشم أو يتذوق أشياء غريبة.
ويرجع السبب إلى خلل في مراكز الإحساس بالدماغ، وتحدث مع بعض أنواع المخدرات مثل أو الحشيش بجرعات عالية.

تأثير ضلالات الاضطهاد على حياة المدمنين

ضلالات الاضطهاد ما هي إلا مجرد أفكار غريبة لها تأثير عميق ومدمر على حياة المدمن، وتخرب علاقاته ومستقبله وحتى صحته النفسية والجسدية. وتتمثل في الآتي:
1. تدمير العلاقات الاجتماعية والعائلية
وينتج عنها عزلة تامة وفقدان كل الدعم الاجتماعي.
2. فقدان الثقة بالنفس والآخرين
بحيث ينفصل عن الواقع ويصير غير قادر على التفاعل مع الناس.
3. السلوك العدواني والخطر على الآخرين
وبالتالي يصبح خطر كبير على نفسه وعلى المجتمع، وممكن توصل لمشاكل قانونية.
4. تدهور الحالة النفسية والعقلية
وتؤدى إلى فقدان السيطرة على النفس والدخول في نوبات نفسية شديدة.
5. ضياع المستقبل والفرص
نتيجة لذلك يخسر كل شيء مهم في حياته: عمل، تعليم، علاقات.

كيفية التعامل مع ضلالات الاضطهاد عند المدمنين

يعيش مريض ضلالات الاضطهاد حياة طبيعية إلا إذا تعلق الأمر بالفكرة أو الضلالة التي يعتقدها، غير أنه لا يقبل فكرة العلاج لاعتقاده الجازم بتلك الضلالة، لذا وجب تكرار المحاولات مرارا من قبل الأهل والمحبين له لإقناعه بالعلاج والذهاب إلى متخصصين لعلاج الضلالات.

الشخص المريض لا يرى في ذاته أنه مصاب بل ويقاوم العلاج ولكن مع المحاولات من قبل الأهل والعائلة يبدأ الدخول في العلاج ومراحله سواء كان علاج سلوكي ومعرفي أو علاج دوائي.

1- العلاج الدوائي:
تتم تلك المرحلة العلاجية عن طريق العلاج بالعقاقير المتمثلة في الأدوية المضادة للذهان والتي تساعد على ضبط كيمياء الدماغ وتقليل الضلالات تدريجياً ويكون ذلك من خلال طبيب نفسي متخصص.

2- العلاج النفسي:
وبه يتم تقييم الحالة النفسية أولاً لمعرفة سبب الاضطهاد وشدته، يتم ذلك العلاج لتخفيف حالة التوتر لدى الأشخاص وإتاحة الفرص لهم للتنفيس عن مشاعرهم ومفيد ذلك النوع من العلاج إذا كان المرض يتعلق باضطرابات في الشخصية.

3- العلاج السلوكي المعرفي:
يتم عن طريق تعديل الاعتقادات الخاطئة و المترسخة في عقل المريض، وهذا النوع من العلاج النفسي يساعد المريض على:
تمييز الأفكار الوهمية وتحديها بأسلوب منطقي.
إعادة بناء الأفكار بشكل واقعي عبر جلسات منتظمة مع أخصائي نفسي.

4- برامج إعادة تأهيل من الإدمان
لابد من إدخال مريض الضلالات الناتج عن تعاطي المخدرات في برنامج متخصص لعلاج الإدمان يشمل:
إزالة السموم بشكل آمن.
علاج نفسي يومي فردي وجماعي.
متابعة طويلة المدى لتقليل الانتكاس

5- الدعم الأسري:
من أهم برامج العلاج تدخل الأسر في العلاج، لأنه يخفف من حالات التوتر والقلق لدى المرضى، ويتم عن طريق:
تعليم الأهل كيفية التعامل مع الضلالات بدون صدام.
إشتراك الأسرة في جلسات علاج جماعية لتقليل التوترات
المصادر
مصدر 1
مصدر 2

الخلاصة:

ضلالات الاضطهاد مش مزحة، وتأثيرها ممكن يكون مدمر، خصوصًا لو ما تم علاجها في الوقت المناسب. التدخل السريع من العائلة والدعم النفسي مهم جدًا لإنقاذ المدمن قبل ما تخرج الأمور عن السيطرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *