هل تعلم أن البروزاك هو أول دواء مضاد للاكتئاب تم اعتماده من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 1987؟ وهل تعلم أنه كان أكثر الأدوية مبيعاً في العالم في التسعينيات، وأنه يستخدم حتى الآن من قبل ملايين الأشخاص في مختلف البلدان؟
أنا واحد من هؤلاء الأشخاص الذين يستخدمون البروزاك، وفي هذا المقال سأشارككم تجربتي مع البروزاك، وكيف ساعدني في التغلب على الاكتئاب والقلق الذي كان يعيق حياتي. كما سأتحدث عن ما هو البروزاك، واستخداماته، وآثاره الجانبية، وبدائله الطبيعية، ومدى أمانه.
تجربتي مع البروزاك
بدأت تجربتي مع البروزاك بعد أن تم تشخيصي بالاكتئاب الرئيسي واضطراب الهلع. كنت أعاني من الشعور باليأس والعزلة والخوف من كل شيء. كنت لا أستطيع النوم بشكل جيد، ولا أستمتع بأي شيء، ولا أرغب في الخروج من المنزل أو التواصل مع الآخرين. كنت أعتقد أن حياتي لا معنى لها، وأنني لا أستحق الحب أو السعادة.
بعد مراجعة طبيبي، وصف لي البروزاك بجرعة 20 ملغ يومياً، وأخبرني أنه قد يستغرق بعض الوقت حتى يبدأ مفعوله، وأنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية المؤقتة، مثل الغثيان والصداع والتعب والقلق والتغيرات في الشهية والوزن.
في بداية تجربتي مع البروزاك كنت متردداً في تناول الدواء، خوفاً من أن يؤثر على شخصيتي أو يجعلني مدمناً أو يسبب لي مشاكل أخرى. لكن بعد أن قرأت عن تجارب الآخرين مع البروزاك، وعن الأبحاث العلمية التي تثبت فعاليته وأمانه، قررت أن أجربه وأرى ما إذا كان سيساعدني أم لا.
ما هو البروزاك؟
البروزاك هو الاسم التجاري لمادة الفلوكسيتين، وهي مادة تنتمي إلى مجموعة من الأدوية تسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، والتي تعمل على زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ.
السيروتونين هو ناقل عصبي يلعب دوراً مهماً في تنظيم المزاج، والنوم، والشهية، والذاكرة، والسلوك، عندما يكون مستوى السيروتونين منخفضاً، قد يشعر الشخص بالحزن، واليأس، والقلق، والتوتر، والخوف، والاكتئاب.
البروزاك يعمل على منع إعادة امتصاص السيروتونين من قبل الخلايا العصبية، مما يزيد من توافره في الفجوات العصبية، ويحسن من اتصال الخلايا العصبية ببعضها البعض. وبهذه الطريقة، يساعد البروزاك على تحسين المزاج، وتخفيف القلق، وزيادة الثقة، وتعزيز النشاط.
استخدامات البروزاك
البروزاك يستخدم لعلاج عدة حالات نفسية، منها:
- الاكتئاب الرئيسي، وهو اضطراب نفسي يتميز بالشعور بالحزن والاحباط وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة لمدة تزيد عن أسبوعين.
– اضطراب الوسواس القهري، وهو اضطراب نفسي يتميز بالأفكار والمخاوف الزائدة والتكرارية التي تسبب القلق والضيق، والسلوكيات الإجبارية التي تهدف إلى تخفيف هذا القلق. - اضطراب الهلع، وهو اضطراب نفسي يتميز بنوبات مفاجئة وشديدة من الخوف والرعب، مصحوبة بأعراض جسدية مثل الدوخة والتعرق والقلق من الموت أو الجنون.
- اضطراب ما قبل الحيض، وهو اضطراب نفسي وجسدي يحدث قبل الدورة الشهرية بأيام أو أسابيع، ويتميز بتقلبات في المزاج والشهية والنوم والتورم والألم.
- اضطرابات الأكل، مثل الشره المرضي، وهو اضطراب نفسي يتميز بتناول كميات كبيرة من الطعام في فترات قصيرة، مع الشعور بفقدان السيطرة والندم والذنب.
ماذا يفعل البروزاك في الجسم؟
من خلال تجربتي مع البروزاك أدركت أن البروزاك يمتص من المعدة إلى الدم، ثم ينتقل إلى الدماغ، حيث يعمل على زيادة مستوى السيروتونين في الفجوات العصبية. البروزاك يرتبط بمستقبلات السيروتونين على سطح الخلايا العصبية، ويمنعها من إعادة امتصاص السيروتونين، مما يجعله متوفراً لفترة أطول في الفجوات العصبية. هذا يؤدي إلى تحسين اتصال الخلايا العصبية ببعضها البعض، وتنشيط الأنشطة العصبية المرتبطة بالمزاج والقلق والنوم والشهية والذاكرة والسلوك.
البروزاك يؤثر أيضاً على مستويات ونشاطات نواقل عصبية أخرى، مثل النورأدرينالين والدوبامين والأسيتيل كولين والجلوتامات والجاما أمينو بوتيريك (GABA)، والتي تلعب أيضاً أدواراً مهمة في الوظائف العصبية والنفسية.
متى يبدأ مفعول البروزاك؟
اثناء تجربتي مع البروزاك علمت أنه يبدأ في الوصول إلى الدماغ بعد ساعة تقريباً من تناوله، لكن مفعوله الكامل قد يستغرق من أربعة إلى ستة أسابيع، أو أكثر في بعض الحالات. هذا لأن البروزاك يحتاج إلى وقت ليغير التوازن الكيميائي في الدماغ، وليحفز نمو وتكيف الخلايا العصبية، وليؤثر على التعبير الجيني لبعض البروتينات المهمة للصحة النفسية.
لذلك، من المهم أن يستمر المريض في تناول البروزاك حتى يشعر بالتحسن، وأن لا يتوقف عنه فجأة دون استشارة الطبيب، لأن ذلك قد يسبب انسحاباً وعودة الأعراض.
هل البروزاك علاج فعال؟
من خلال تجربتي مع البروزاك علمت أن البروزاك هو واحد من أكثر الأدوية فعالية في علاج الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى، وفقاً للعديد من الدراسات العلمية والسريرية . البروزاك يساعد على تحسين الأعراض النفسية والجسدية والاجتماعية والوظيفية للمرضى، ويقلل من خطر الانتحار والمضاعفات الصحية .
من خلال تجربتي مع البروزاك علمت انه يعمل بشكل أفضل عندما يترافق مع العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج النفسي الديناميكي أو العلاج الجماعي، والذي يساعد المريض على فهم ومواجهة وحل مشاكله ومصادر قلقه .
ايضا علمت من خلال تجربتي مع البروزاك انه لا يعالج الاكتئاب أو القلق بشكل نهائي، بل يساعد على التخفيف منها والتحكم فيها. لذلك، يجب على المريض أن يتبع تعليمات الطبيب فيما يتعلق بمدة وجرعة العلاج، وأن يتبع نمط حياة صحي، يشمل ممارسة الرياضة والتغذية السليمة والنوم الكافي والتواصل الاجتماعي والتخلي عن التدخين والكحول والمخدرات.
هل البروزاك مهدئ للاعصاب؟
البروزاك ليس مهدئاً للاعصاب، بل هو مضاد للاكتئاب والقلق. الفرق بينهما هو أن المهدئات للاعصاب، مثل الفاليوم والزاناكس والأتيفان، تعمل على زيادة مستوى ناقل عصبي يسمى GABA، والذي يثبط النشاط العصبي ويسبب الاسترخاء والنعاس والتسكين. المهدئات للاعصاب تعمل بسرعة، لكنها تفقد فعاليتها مع الاستخدام المتكرر، وتسبب الإدمان والانسحاب والتأثيرات السلبية على الذاكرة والالذاكرة والتركيز والتنسيق.
البروزاك، من ناحية أخرى، يعمل على زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ، والذي يحسن من المزاج ويقلل من القلق وينظم النوم والشهية والذاكرة والسلوك. البروزاك يحتاج إلى وقت ليبدأ في العمل، لكنه يحافظ على فعاليته مع الاستخدام المستمر، ولا يسبب الإدمان أو الانسحاب أو التأثيرات السلبية على الوظائف العقلية.
بديل البروزاك الطبيعي
من خلال تجربتي مع البروزاك اخبرني طبيبي ان هناك بعض الأطعمة والمكملات الغذائية والأعشاب الطبيعية التي يمكن أن تساعد في زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ، وتعمل كبديل طبيعي للبروزاك. منها:
- الموز، وهو ثمرة غنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والفيتامين B6 والتربتوفان، وهي مواد تساعد في تحويل السيروتونين في الدماغ.
- الشوكولاتة الداكنة، وهي غنية بالفلافونويدات والفينيل إيثيل أمين، وهي مواد تحسن من تدفق الدم إلى الدماغ، وتزيد من مستوى السيروتونين والدوبامين والأندورفين، وهي نواقل عصبية تسبب السعادة والاسترخاء.
- الجوز، وهو غني بالأوميجا 3 والميلاتونين والمغنيسيوم والفيتامين E، وهي مواد تحمي الدماغ من التلف الأكسداتيف، وتنظم النوم والمزاج والقلق.
- الشاي الأخضر، وهو غني بالكاتيكينات والثيانين، وهي مواد تمنع تكون الجذور الحرة، وتحسن من وظائف الدماغ، وتزيد من مستوى السيروتونين والجاما أمينو بوتيريك (GABA)، وهي ناقل عصبي يسبب الاسترخاء والهدوء.
- الزعفران، وهو نبات طبي، يستخدم في الطبخ والعطور والأدوية، وهو غني بالكروسين والسافرانال، وهي مواد تحفز إنتاج السيروتونين في الدماغ، وتقلل من الاكتئاب والقلق والتوتر.
هل البروزاك آمن؟
البروزاك هو دواء آمن نسبياً، إذا تم استخدامه بما يتوافق مع تعليمات الطبيب، وبالجرعة والمدة المناسبة. لكن من خلال تجربتي مع البروزاك قد يسبب بعض الآثار الجانبية، التي تختلف من شخص لآخر، وتتراوح من الخفيفة إلى الشديدة، ومن المؤقتة إلى الدائمة. من هذه الآثار الجانبية:
- الغثيان والقيء والإسهال والامساك والتهاب المعدة وفقدان الشهية وزيادة الوزن أو نقصانه.
- الصداع والدوخة والتعب والنعاس والأرق والتشنجات والرجفة والتعرق والحرارة.
- القلق والعصبية والتوتر والاضطراب والهلوسة والانتحارية والعدوانية والتقلبات المزاجية والانسحاب الاجتماعي.
- الضعف الجنسي والعجز والقذف المبكر والنزيف الشهري غير الطبيعي والعقم والحمل والرضاعة.
- الحساسية والطفح الجلدي والحكة والتورم والصدمة القلبية والتنفسية والضيق في الصدر والصعوبة في التنفس.
- التفاعلات السلبية مع بعض الأدوية والمكملات والأعشاب والأطعمة والمشروبات، مثل الكحول والكافيين والجريب فروت والأسبرين والوارفارين والمهدئات والمخدرات.
لذلك، يجب على المريض أن يخبر طبيبه عن أي أعراض جانبية يشعر بها، أو عن أي دواء أو مادة يستخدمها، أو عن أي حالة صحية يعاني منها، حتى يتمكن الطبيب من تقييم حالته وتعديل جرعته أو تغيير دوائه إذا لزم الأمر.
خاتمةتجربتي مع البروزاك
هذا هو مقالي عن تجربتي مع البروزاك، وهو دواء مضاد للاكتئاب والقلق، والذي ساعدني في تحسين حياتي ومزاجي ونشاطي. في هذا المقال، تحدثت عن ما هو البروزاك، واستخداماته، وتجربتي معه، وماذا يفعل في الجسم، ومتى يبدأ مفعوله، وهل هو علاج فعال، وهل هو مهدئ للاعصاب، وبديله الطبيعي، وهل هو آمن.
أتمنى أن يكون مقالي مفيداً وممتعاً للقراءة، وأن يساعد في نشر الوعي والمعرفة عن البروزاك والاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى.