اضطراب ما بعد الصدمة

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة ؟

اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تحدث بعد التعرض لحدث صادم أو مرعب، مثل الحروب، الحوادث الخطيرة، الاعتداءات الجسدية أو الجنسية، الكوارث الطبيعية، أو أي تجربة تهدد الحياة. يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى تأثيرات طويلة الأمد على الحالة النفسية والجسدية للمصاب. بعد حدوث الصدمات قد يعاني الشخص من مشاعر الخوف والقلق والحزن، وقد يكون لديه أيضاً صعوبة في النوم، تتحسن هذه المشاعر مع مرور الوقت. ولكن إذا كنت تعاني من هذا الاصطراب فإن هذه الأفكار والمشاعر لا تتلاشى، وقد تستمر لشهور وسنوات. تسبب اضطرابات ما بعد الصدمة مشاكل في الحياة اليومية، كما أنها تؤثر على الصحة البدنية ايضاً. وسنتناول في هذه المقالة ما يلي:

ما هي أسباب اضطراب ما بعد الصدمة؟

السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف، ولكن يعتقد أنه مزيج من العوامل الوراثية والنفسية والاجتماعية.

كيف يحدث اضطراب ما بعد الصدمة؟

اضطراب ما بعد الصدمات عبارة عن حالة معقدة تنتج عن تفاعل بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. عند التعرض لصدمة شديدة أو مهددة للحياة يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في الدماغ واستمرار استجابة الإجهاد، مما يساهم في ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمات. عند حدوث الصدمة يستجيب الجسم للدخول في وضع التهديد، فيفرز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والنو ادراينالين، لتعطي الجسم دفعة من الطاقة، فينبض القلب بشكل أسرع كما يوقف العقل بعض مهامة الطبيعية مثل حفظ الذكريات قصيرة المدى.

يتسبب اضطراب ما بعد الصدمة بقاء الدماغ في حالة خطر، حتى بعد زوال الخطر ويستمر في إرسال إشارات التوتر والقلق إلى الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة.

ما هي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟

يعاني الأشخاص المصابون بهذه الاضطربات من مجموعة متنوعة من الأعراض، والتي يمكن تقسيمها إلى أربع فئات رئيسية:

  • أعراض الاجترار: تتضمن هذه الأعراض استعادة ذكريات مؤلمة عن الحدث الصادم، أو الكوابيس، أو الشعور بأن الحدث يتكرر.
  • أعراض التجنب: يحاول الأشخاص المصابون باضطرابات ما بعد الصدمة تجنب أي شيء يذكرهم بالحدث الصادم، وقد يتجنبون الأماكن أو الأشخاص أو الأنشطة التي كانت جزءًا من حياتهم قبل الحدث.
  • أعراض فرط الاستثارة: يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من فرط التيقظ والقلق، وقد يكونون سريعو الغضب أو الانفعال.
  • أعراض سلبية في المزاج والإدراك: قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من مشاعر سلبية مثل الاكتئاب والقلق والشعور بالذنب، وقد يجدون صعوبة في التركيز أو تذكر الأشياء.

 بالنسبة للأطفال فقد تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة:

  • التبول الليلي في السرير بعد أن كان الطفل قد تعلم الذهاب للمرحاض.
  • نسيان كيفية الكلام أو عدم القدرة عليه.
  • الارتباط الشديد مع أحد الوالدين أو غيرهما من البالغين.

ما هو علاج ما بعد الصدمة؟

يفيد علاج اضطراب ما بعد الصدمة في تخفيف الأثر النفسي للحدث المؤلم وتعلم كيفية التعامل مع الذكريات والمشاعر المرتبطة به، وكذلك الحد من الأعراض الجسدية، وتحسين الأداء اليومي. وتتمثل في الآتي:

  • العلاج المعرفي السلوكي: يُعد العلاج المعرفي السلوكي أحد أكثر العلاجات النفسية فعالية لاضطراب ما بعد الصدمة. يركز هذا العلاج على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوك السلبية التي تساهم في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
  • العلاج بالتعرض: يتم فية  تعريض الفرد تدريجيًا للمواقف أو الذكريات التي تثير القلق المرتبط بالصدمة. يساعد هذا العلاج على تقليل الخوف والقلق المرتبطين بهذه المواقف والذكريات.
  • إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة : يستخدم هذا العلاج حركات العين السريعة جنبًا إلى جنب مع معالجة الذكريات الصادمة. يُعتقد أن هذا العلاج يساعد على تقليل حدة الأعراض المرتبطة بالذكريات الصادمة.
  • مضادات الاكتئاب: يمكن استخدام مضادات الاكتئاب للمساعدة في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق التي غالبًا ما تصاحب مثل هذا النوع من الاضطربات.
  • أدوية أخرى: قد يصف الطبيب أدوية أخرى للمساعدة في علاج أعراض معينة، مثل الأرق أو فرط التيقظ.

نصائح للتعايش مع اضطراب ما بعد الصدمة

يتداخل اضطراب ما بعد الصدمات النفسية مع قدرة الفرد على ممارسة الحياة اليومية، ولكن تساهم  هذه النصائح بجانب الالتزام بالعلاج الموصوف في التأقلم  مع الاضطراب وتحسين نوعية الحياة: 

  • ممارسة تدريبات التأمل الواعي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تلقي الدعم من الأسرة والأصدقاء أو الانضمام إلى مجموعات الدعم.
  • الامتناع عن شرب الكحول وتعاطي المخدرات.

مضاعفات اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمات يمكن أن يكون له مضاعفات كبيرة تؤثر على جوانب مختلفة من حياة الشخص. هذه المضاعفات قد تشمل:

مشاكل الصحة العقلية:

مشاكل العلاقات:

  • صعوبة في تكوين العلاقات والحفاظ عليها.
  • العزلة الاجتماعية.
  • مشاكل في العمل أو الدراسة.

مشاكل صحية جسدية:

  • الأمراض المزمنة: تشير بعض الدراسات إلى أن اضطرابات ما بعد الصدمة قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والسكري.
  • الألم المزمن: قد يعاني بعض الأشخاص من آلام مزمنة لا يمكن تفسيرها طبيًا نتيجة لاضطرابات ما بعد الصدمات.

في الختام:

اضطراب ما بعد الصدمة يمثل تحديًا كبيرًا، لكنه ليس نهاية المطاف. مع العلاج المناسب والدعم المستمر، يمكن للأفراد التعافي من الصدمة واستعادة حياتهم. الأمل موجود دائمًا، والشفاء ممكن.

المصادر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *