تعامل الأسرة مع المدمن

 كيف تتعامل الأسرة مع المدمن: دليل شامل للدعم والحدود

اكتشف كيف تتعامل الأسرة مع المدمن بخطوات عملية، دليلك الشامل لتقديم الدعم الفعال وضع حدود صحية، وفهم طبيعة الإدمان لمساعدة أحبائك نحو التعافي.

يعد الإدمان تحديا مؤلما ومعقدا يواجه العديد من الأسر حول العالم. عندما يصبح أحد أفراد العائلة مدمنًا، تتغير الحياة اليومية للجميع، وتبرز الحاجة الماسة إلى فهم عميق لكيفية التعامل مع هذا الوضع بحكمة وفعالية. هذه المقالة تقدم لك دليلاً شاملاً حول كيف تتعامل الأسرة مع المدمن، واستراتيجيات عملية لتقديم الدعم الحقيقي، وضع الحدود الضرورية، وحماية صحة الأسرة النفسية، مع التأكيد على أن التعافي ممكن بالخطوات الصحيحة.

ما هو الإدمان؟

الإدمان هو مرض مزمن يجعل الشخص يشعر برغبة قوية لا يمكن السيطرة عليها في استخدام شيء معين (مثل المخدرات، الكحول، الطعام) أو ممارسة سلوك معين (مثل القمار، التسوق، ألعاب الفيديو)، حتى لو كان ذلك يسبب له أو لمن حوله ضررًا كبيرًا.

الإدمان ليس مجرد عادة سيئة أو قلة إرادة، بل هو تغيرات تحدث في الدماغ تجعل الشخص يعلق في دائرة مفرغة من البحث عن المتعة الفورية والهروب من الألم، مما يؤثر على قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة والتحكم في حياته. الإدمان يمكن علاجه، لكنه يتطلب جهدًا وصبرًا.

كيف تعرف أن في بيتك مدمن مخدرات؟

يُعد اكتشاف إدمان المخدرات لدى أحد أفراد الأسرة لحظة صعبة ومفجعة. فالمدمنون غالبًا ما يبذلون قصارى جهدهم لإخفاء تعاطيهم، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، هناك مجموعة من العلامات والتغيرات الواضحة في السلوك والمظهر والحياة اليومية يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة إدمان. وتتمثل في الآتي:

  1. تغيرات جسدية

تظهر بعض العلامات الجسدية الواضحة نتيجة لتأثير المخدرات على الجسم:

  •  احمرارًا في العينين، اتساعًا أو تضيقًا في حدقة العين بشكل غير طبيعي، أو حساسية للضوء.
  •  قد يحدث فقدان ملحوظ للوزن (مع بعض أنواع المخدرات) أو زيادة فيه (مع أنواع أخرى)، بالإضافة إلى تغيرات في الشهية (زيادة أو نقصان).
  • إهمال النظافة الشخصية، بحيث يقل اهتمامه بمظهره ونظافته الشخصية، وقد يبدو متعبًا أو مهملًا.
  •  قد تظهر علامات حقن (ثقوب أو كدمات صغيرة) على الذراعين أو الساقين إذا كان التعاطي عن طريق الحقن، أو طفح جلدي، أو بثور.
  •  قد تنبعث منه روائح غريبة من الفم أو الجسم أو الملابس لا يمكن تفسيرها.
  • مشاكل صحية متكررة وتظهر على شكل  نوبات متكررة من السعال، الغثيان، القيء، الإسهال، أو الإرهاق الشديد دون مجهود.
  •  قد يصبح كلامه غير واضح أو متلعثم، أو يظهر عليه بطء في الحركة أو عدم تناسق.
  1. تغيرات في السلوك والإجتماعية

تغيرات في السلوك والعادات اليومية وتعتبر من أوائل وأبرز التغيرات:

  •  يميل الشخص إلى الانعزال عن أفراد الأسرة والأصدقاء، ويقضي وقتًا أطول بمفرده في غرفته، ويصبح سريًا للغاية بشأن أنشطته أو الأماكن التي يذهب إليها.
  • يلاحظ الأهل أن الشخص بدأ في مصادقة أشخاص جدد لا يعرفونهم، ويبتعد عن أصدقائه القدامى الذين لا يتعاطون.
  • تقلبات مزاجية حادة غير مبررة وسريعة، من النشوة والسعادة المفرطة إلى الغضب الشديد، العصبية، القلق، الاكتئاب، أو اللامبالاة.
  •  يصبح الكذب سمة متكررة، وتتناقض أقواله مع أفعاله، وقد يلجأ إلى التلاعب والخداع.
  • تزداد الحاجة إلى المال بشكل غير مبرر، وقد يلجأ إلى سرقة المال أو الأشياء الثمينة من المنزل، أو يطلب المال باستمرار دون تفسير واضح.
  • يتدهور الأداء الدراسي أو المهني، ويكثر الغياب عن المدرسة أو العمل، ويفقد الاهتمام بالهوايات والأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا.
  • قد يتورط في مشاكل قانونية مثل الاعتقال بسبب سلوكيات غير منضبطة أو القيادة تحت تأثير المخدر.
  • اضطرابات النوم والسهر لوقت متأخر جدًا والنوم لساعات طويلة خلال النهار.
  • يفقد الشغف تجاه الحياة والأنشطة اليومية، ويظهر لامبالاة تجاه مستقبله أو علاقاته.

تعامل الأسرة مع المدمن في مرحلة الإدمان والتعافي 

  •  دور الأسرة في مرحلة الإدمان النشط: 

في فترة الإدمان النشط، يمر الشخص المدمن بحالة من الإنكار العميق والضعف الشديد وعدم القدرة على اتخاذ قرارات منطقية، حتى أنه قد ينكر إدمانه بشكل قاطع عند مواجهته. هنا يبرز الدور الحيوي للأسرة، ويتطلب منها مجموعة من الأفعال المدروسة لدفعه نحو طلب المساعدة ومنها:

  1. تجنب العقاب واللوم لما هو عليه.
  2. طلب الدعم الطبي اللازم لتجنب المضاعفات.
  3. التحدث معه بتودد عن أضرار المخدرات.
  4. تذكيره بالصفات الطيبة فيه وعدم التركيز على السلبيات التي اكتسابها.
  5. التثقيف بأسباب اللجوء للإدمان ومخاطره.
  6. تجنب إفشاء سره أمام الأقارب أو الأصدقاء
  • دور الأسرة في فترة التعافي

بعد أن يقرر المدمن بدء رحلة العلاج، يتغير دور الأسرة ليصبح داعمًا ومحافظًا على بيئة صحية، وذلك من خلال:

  1. التحدث مع الطبيب المعالج لفهم حالته وصور الدعم المناسبة.
  2. الدعم المعنوي من خلال التواجد في أوقات الزيارة التي تحددها المستشفى.
  3. التحفيز وإعطائه الثقة بأنه سوف يتخلص من الإدمان.
  4. الالتزام بالمتابعة بعد انتهاء فترة العلاج.
  5. مراقبة سلوكه وأصحابه تجنباً للانتكاس.

الفائدة من معرفة أسباب اختلاف أعراض إدمان المخدرات من شخص لأخر

فهم الأسباب الكامنة وراء اختلاف أعراض إدمان المخدرات من شخص لآخر ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو مفتاح أساسي للتعرف المبكر على المشكلة، وتقديم الدعم المناسب، وتصميم خطة علاج فعالة تتناسب مع الاحتياجات الفردية لكل مدمن. وبالتالي تساعد الأسرة على وضع الخطة العلاجية المناسبة، وتتمثل اختلاف وأعراض الإدمان من شخص لاخر و باختلاف نوع المخدر، كالآتي:

  • نوع المخدر
  • كمية التعاطي
  • الوراثة
  • العوامل البيئية والإجتماعية
  • الصحة العقلية والجسدية

ما هو تأثير المخدرات على الأسرة؟

تتأثر أسرة المدمن بالسلب بحسب دوره في المنزل. على النحو التالي:

إذا كان الأب مدمنًا: يعاني الأطفال ماديًا ومن الإهمال.

إذا كان الابن مدمنًا: قد تحدث سرقات داخل المنزل.

وعليه فإن النتيجة دائماً عبارة عن ضعف الروابط الأسرية.

ذكرت إحدى السيدات تجربتها قائله ” كانت تجربتي مع ابني المدمن صعبة في محاولة فهم طبيعة الإدمان ورحلة العلاج، وذلك أخل باستقرار البيت مؤقتاً إلى أن وصلنا للتعافي.

كيفية التعامل مع الابن المدمن على المخدرات:

تعامل الأسرة مع المدمن على المخدرات أمر صعب، لكنه خطوة أولى لبناء الثقة وإتاحة الفرصة له للتحدث. إليك بعض النصائح للحديث ومنها:

قبل المحادثة

  •  تجميع المعلومات حول المخدر الذي يتعاطاه الابن، وربط سلوكه بهذه التأثيرات. 
  • اختيار الوقت والمكان المناسبين بحيث يشعر فيه الابن بالراحة والخصوصية.

أثناء المحادثة

  •  التحدث معه عندما لا يكون تحت تأثير الكحول أو المخدرات. إذا كان هذا صعبًا، فاختر وقتًا يكون فيه أقل تأثرًا (مثلاً في الصباح).
  • السؤال المباشرة عن تعاطيه للمخدرات، وعدم الافتراض بأنه يتعاطى، أو كم مرة استخدم فيها المخدر أو لماذا. نحاول أن نفهم حياته. وأن نكون هادئًين ونمنحه فرصة لشرح وجهة نظره.

الخاتمة

يظل تعامل الأسرة مع المدمن تحديًا عظيمًا يتطلب الصبر، الفهم، والدعم المستمر. تذكر أن الإدمان مرض، وليس مجرد اختيار سيء، وأن التعافي رحلة طويلة وشاقة لكل من المدمن وأسرته. من الضروري أن تسعى الأسرة إلى طلب المساعدة المتخصصة، سواء كانت نفسية أو علاجية، لضمان حصول المدمن على الرعاية اللازمة ولحماية صحة واستقرار باقي أفراد الأسرة. بفضل الترابط الأسري القوي، والتواصل الفعال، وتوفير بيئة داعمة خالية من الأحكام، يمكن للأسرة أن تكون القوة الدافعة نحو تعافي المدمن وبناء مستقبل أفضل للجميع.

المصادر

مصدر 1

مصدر 2

لمزيد من المساعدة أو للحصول على استشارة متخصصة، لا تتردد في التواصل مع المراكز المتخصصة في علاج الإدمان.” أو “شاركنا تجربتك أو استفساراتك في التعليقات.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *