اضطراب ثنائي القطب

كل ما تحتاج معرفته عن اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب: معلومات شاملة عن الأعراض الرئيسية (الهوس والاكتئاب)، أنواع الاضطراب، أسباب الإصابة، وخيارات العلاج الفعالة. اكتشف كيف يمكن إدارة تقلبات المزاج وتحسين حياة الأفراد المصابين. سنتناول في هذه المقالة ما يلي:

ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

الاضطراب ثنائي القطب والمعروف قديماً باسم الاكتئاب الهوسي، يعرف بأنه حالة صحية عقلية تتميز بتقلبات مزاجية شديدة تتضمن الارتفاعات العاطفية(الهوس أو الهوس الخفيف) والانخفاضات(الاكتئاب). يشعر الأشخاص المصابون بمثل هذا الاضطراب بفترات من السعادة والنشاط المفرطين، وفترات أخرى من اليأس والخمول. تعتمد نسبة شفاء مرضى ثنائي القطب على مدى تطور الحالة، و التزام المريض بتعليمات الطبيب، ومجموعات الدعم التي يتلقاه المريض من المحيطين به. أثبتت بعض الأبحاث أن اضطراب ثنائي القطب يزداد فرصه لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة به. خاصة الأقارب من الدرجة الأولى.

أسباب اضطراب ثنائي القطب:

لا يزال العلماء يبحثون عن الأسباب الدقيقة لاضطراب ثنائي القطب، ولكن يُعتقد أنه ينتج عن تفاعل معقد بين عدة عوامل. تشمل هذه العوامل الرئيسية:

1- العوامل الوراثية:

  • يعتقد الباحثون أن مرضى اضطراب ثنائي القطب يحملون جينات معينة تزيد من خطر الإصابه، حيث تقدر نسبة التأثير الوراثي بحوالي 60- 80%، ولكن لم يتم تحديد جين واحد مسئول عن الاضطراب.
  • يلعب التاريخ العائلي دورًا هامًا. يكون الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (مثل الوالدين أو الأشقاء) مصابين باضطراب ثنائي القطب أكثر عرضة للإصابة به.
  • وجود تاريخ عائلي للاضطراب يزيد من خطر الإصابة، ولكن هذا لا يعني أن الشخص سيصاب به بالتأكيد. يمكن للعوامل البيئية والبيولوجية أن تلعب دورًا حاسمًا في تحديد ما إذا كان الشخص سيصاب بالاضطراب أو لا.

2. العوامل البيولوجية:

  •  يعتقد أن وجود خلل في مستويات النواقل العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين والنورابينفرين، يلعب دورًا في تقلبات المزاج المرتبطة بالاضطراب.
  •  أظهرت بعض الدراسات وجود اختلافات طفيفة في حجم بعض مناطق الدماغ ونشاطها لدى الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب مقارنة بغير المصابين.

3. العوامل البيئية:

  • الضغوط النفسية الشديدة حيث يمكن لأحداث الحياة المجهدة والصادمة، مثل فقدان شخص عزيز، أو الطلاق، أو المشاكل المالية، أو التعرض للإيذاء الجسدي أو العاطفي، أن تحفز ظهور الأعراض أو تفاقمها لدى الأشخاص المعرضين للإصابة.
  • اضطرابات النوم أو التغيرات الكبيرة في أنماط النوم يمكن أن يؤدي إلى نوبات الهوس لدى بعض الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب.
  • تعاطي المخدرات والكحول، يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات والكحول إلى تحفيز نوبات الاضطراب أو جعلها أسوأ.

ما هي أنواع اضطراب ثنائي القطب؟

يوجد ثلاثة أنواع من اضطراب ثنائي القطب وتتلخص في الآتي:

1- اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

يتصف بظهور نوبة هوس واحدة على الأقل مرة أسبوعياً أو تكون نوبات هوس شدية تستدعي رعاية طبية. كما توجد عادة فترات اكتئاب حادة قبل نوبة الهوس أو بعدها، قد تمر أيضاً بفترات استقرار مزاجية طويلة قبل أن تعاني من الهوس أو الاكتئاب.

2- اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

يحدث فيه نوبة اكتئاب كبرى مرة واحدة على الأقل، ونوبة هوس خفيفة قد تستمر أربعة أيام، ولكن لم يصاب بالهوس مطلقاً.

3- اضطراب المزاج الدوري

يتضمن فترات عديدة من الهوس الخفيف والاكتئاب تستمر لمدة عامين على الأقل لدى البالغين أو عاماً واحد لدى الأطفال والمراهقين، ولكنها تكون أقل حدة من الأنواع الأخرى. تتميز بتقلبات مزاجية مستمرة وغير منتظمة، ولكنها لا تستوفي معايير نوبات الهوس أو الاكتئاب الكاملة.

أعراض اضطراب ثنائي القطب

تتنوع أعراض اضطراب ثنائي القطب بشكل كبير وتعتمد بشكل أساسي على المرحلة المزاجية التي يمر بها الشخص. يوجد ثلاثة أعراض لاضطراب ثنائي القطب وتشمل الهوس، والهوس الخفيف، والاكتئاب.  تختلف خطورة الأمر من شخص لآخر، ويمكن أن تتغير أيضًا بمرور الوقت، لتصبح أكثر أو أقل خطورة.

أعراض نوبة الهوس:

تتميز نوبة الهوس بفترة من المزاج المرتفع أو المتهيج بشكل غير طبيعي والمستمر، يصاحبها زيادة ملحوظة في الطاقة والنشاط، وتستمر لمدة أسبوع على الأقل (أو أقل إذا استدعت الحالة دخول المستشفى). تشمل الأعراض ما يلي:

  • السعادة والأمل والإثارة
  • تغيرات مفاجئة من الفرح إلى الانفعال والغضب والعدوانية
  • الأرق
  • زيادة الطاقة وقلة الحاجة إلى النوم
  • الاندفاع والتهور وسوء التقدير

أعراض نوبة الهوس الخفيف:

تكون أعراض الهوس الخفيف مشابهة لأعراض الهوس، ولكنها أقل حدة ولا تعطل الحياة اليومية بشكل كبير ولا تتطلب دخول المستشفى. تستمر نوبة الهوس الخفيف لمدة أربعة أيام متتالية على الأقل. قد تشمل الأعراض:

  • ارتفاع طفيف في المزاج أو التهيج.
  • زيادة في الطاقة والنشاط.
  • زيادة الثقة بالنفس.
  • كثرة الكلام.
  • زيادة الإنتاجية والإبداع.
  • اندفاعية طفيفة.

أعراض نوبة الاكتئاب الكبرى:

تتميز نوبة الاكتئاب الكبرى بفترة من الحزن أو فقدان الاهتمام أو المتعة تستمر لمدة أسبوعين على الأقل، وتؤثر بشكل كبير على القدرة على العمل والدراسة والنوم والأكل والاستمتاع بالحياة. تشمل الأعراض ما يلي:

  • الشعور بالحزن أو اليأس أو الفراغ المستمر.
  • فقدان الاهتمام أو المتعة في جميع أو معظم الأنشطة التي كانت ممتعة في السابق.
  • تغيرات ملحوظة في الوزن أو الشهية (فقدان أو زيادة كبيرة في الوزن دون قصد).
  • صعوبة في النوم (الأرق) أو النوم المفرط.
  • الشعور بالتعب أو فقدان الطاقة بشكل يومي تقريبًا

علاج اضطراب ثنائي القطب

هناك العديد من العلاجات التي تساعد على إدارة اضطراب ثنائي القطب، وتشمل الأدوية، الاستشارات النفسية، واتباع نمط حياة صحي. إليك تفاصيل لأهم الجوانب: 

1- الأدوية

تلعب الأدوية دورًا حاسمًا في استقرار الحالة المزاجية والسيطرة على أعراض الهوس والاكتئاب. تشمل الأنواع الرئيسية للأدوية المستخدمة:

  • مثبتات المزاج
  • مضادات الذهان
  • مضادات الاكتئاب

2- العلاج النفسي

يلعب العلاج النفسي دورًا هامًا في مساعدة الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب على فهم حالتهم وإدارتها بشكل أفضل. تشمل أنواع العلاج النفسي المفيدة:

  • العلاج السلوكي المعرفي

يساعد على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية التي تساهم في تقلبات المزاج.

  • العلاج الأسري

يشمل أفراد الأسرة ويهدف إلى تحسين التواصل وحل المشكلات وتقليل التوتر داخل الأسرة، مما يساعد في إدارة الاضطراب.

  • التثقيف النفسي

تزويد المريض وأفراد أسرته بمعلومات حول اضطراب ثنائي القطب، وأعراضه، وعلاجه، واستراتيجيات التكيف.

3- تغير نمط الحياة والدعم الذاتي

تشير بعض الدراسات أن تغير نمط الحياة يمكن أن يساعد على تقليل شدة الأعراض، ليشمل ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي متوازن
  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • الحصول على استشارة أو علاج أسبوعي
  • الحفاظ على روتين منتظم للنوم
  • تجنب الكحول والمخدرات
  • وضع خطة لإدارة الأزمات

ما هي مضاعفات اضطراب ثنائي القطب؟

يؤدي عدم علاج اضطراب ثنائي القطب أو عدم إدارته بشكل فعال إلى مجموعة متنوعة من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على جوانب مختلفة من حياة الشخص. تشمل هذه المضاعفات:

  • مشاكل في الصحة العقلية وتشمل اضطرابات القلق، نقص الانتباه وفرط النشاط، اضطرابات الأكل والنوم.
  • صعوبة الحفاظ على علاقات مستقرة والعزلة الإجتماعية.
  • مشاكل في العمل والوظيفة.
  • التفكير بالموت والانتحار.
  • التعامل بسلبية مع المشاعر.

الخاتمة

يعد الاضطراب ثنائي القطب حالة تستمر مدى الحياة، ولكن هذا لا يعني أن يتم تعطبل الحياة بشكل كامل. العيش مع الاضطراب ثنائي القطب قد يخلق بعض التحديات، ولكن الالتزام بخطة علاجية مناسبة، وممارسة الرعاية الذاتية بانتظام، والاعتماد على نظام الدعم الخاص بك يمكن أن يعزز صحتك العامة ويبقي الأعراض عند الحد الأدنى.

المصادر

مصدر 1

مصدر 2

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *