الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي

كيفية التعامل مع الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي

الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي هما تحديان شائعان في عالم اليوم، يؤثران على الصحة العامة والإنتاجية. تعرف على تعريف الضغط النفسي وكيف يختلف عن الإرهاق الوظيفي، وما هي الأعراض الشائعة لكل منهما. اكتشف أسباب الضغط النفسي المتنوعة، من ضغوط العمل إلى تحديات الحياة اليومية، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإرهاق الوظيفي وتأثيراته السلبية على الفرد والمؤسسة. في هذه المقالة سنتناول التالي:

الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي:

1- الضغط النفسي:

هو حالة من التوتر أو الإجهاد العاطفي والجسدي التي تحدث نتيجة لمواجهة ضغوط أو متطلبات تفوق قدرة الشخص على التعامل معها. يمكن أن ينتج الضغط النفسي عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك:

  • ضغوط العمل: مثل عبء العمل الزائد، وساعات العمل الطويلة، والصراعات مع الزملاء أو المديرين.
  • ضغوط الحياة: مثل المشاكل المالية، والعلاقات الصعبة، والأحداث المؤلمة.
  • ضغوط شخصية: مثل الكمالية، وانخفاض الثقة بالنفس، والقلق.

2- الإرهاق الوظيفي:

هو نوع خاص من الضغط النفسي المرتبط بالعمل، ويتميز بالشعور بالإرهاق الشديد، والتعب العاطفي، وفقدان الدافع والاهتمام بالعمل. يمكن أن يؤدي الإرهاق الوظيفي إلى مجموعة من المشاكل الصحية والنفسية، بما في ذلك:

  • الإرهاق الجسدي والعقلي.
  • القلق والاكتئاب.
  • مشاكل النوم.
  • ضعف الأداء الوظيفي.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

الأسباب المحتملة للضغط النفسي والإرهاق الوظيفي:

أسباب الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي تختلف من شخص إلى آخر، بحيث يكون مستوى الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي الذي يشعر به الشخص أعلى أو أقل من مستوى الأشخاص الآخرين. هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى احتمالية الإصابة بالضغط النفسي والإرهاق الوظيفي، لتشمل الآتي:

  • الجينات الفردية والتربية والخبرة.
  • ​صعوبات في الحياة الشخصية والعلاقات.
  • التشاؤم والنظرة السلبية للحياة
  • صعوبة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
  • التعرض المستمر لضغوط العمل دون فترات راحة كافية
  • الصعوبات المالية (مثل: الديون، أو الكفاح من أجل تحمل الضروريات اليومية).
  • المشاكل الصحية للشخص أو لقريب منه.
  • الحمل والأطفال.
  • مشاكل السكن.
  • بيئة عمل صعبة أو مضطربة.
  • الفقدان بجميع أشكاله، سواء كان شخصًا عزيزًا أو وظيفة وغيره.
  • عدم التوافق بين قيم الموظف وقيم المؤسسة.
  • الميل إلى تحمل مسؤوليات أكثر من اللازم.
  • بيئة عمل سامة أو غير عادلة.
  • عدم وجود فرص للنمو والتطور المهني.

ما هي أعراض الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي؟

يمكن أن يسبب الضغط النفسي العديد من الأعراض الجسدية والعقلية وأيضاً تغيرات في السلوك، كما أنه تتشابه أعراض الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي إلى حد كبير، وتشمل ما يلي:

1- الأعراض الجسدية:

  • الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
  • آلام الرأس والعضلات.
  • آلام في الصدر وزيادة ضربات القلب.
  • اضطرابات في المعدة.

2– الأعراض العقلية:

  • صعوبة في التركيز.
  • تجد صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • الشعور بالإرهاق.
  • القلق المستمر.
  • النسيان.

3– تغيرات في السلوك:

  • سرعة الإنفعال.
  • اضطرابات النوم.
  • اضطرابات في الشهية.
  • تجنب أماكن أو أشخاص.
  • التدخين وتعاطي المخدرات وشرب الكحول.

عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بالضغط النفسي والإرهاق الوظيفي:

  • العمل في مهن تتطلب مستوى عالٍ من التعاطف والرعاية مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية والتعليم.
  • الشخصية الطموحة، قد يميل هؤلاء الأشخاص إلى العمل لساعات طويلة وتحمل الكثير من المسؤوليات.
  • نقص الدعم الاجتماعي سواء في العمل أو خارجه.
  • وجود تاريخ شخصي أو عائلي للاضطرابات النفسية يزيد من قابلية الفرد للتأثر بالضغوط.
  • عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم  يؤثر على القدرة على التعامل مع التوتر.
  • اتباع نمط حياة غير صحي مثل سوء التغذية وقلة ممارسة الرياضة.

نصائح للوقاية من الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي:

هناك العديد من الأمور التي يقوم بها الشخص لتجنب العوامل الناتجة عن الضغط النفسي والإرهاق الوظيفي:

  • إدارة الوقت وتحديد الأولويات، وتعلم كيفية تنظيم الوقت وتحديد المهام الأكثر أهمية للتركيز عليها. 
  •  تعلم قول “لا” للمهام أو الالتزامات التي تتعارض مع أولويات الشخص، وضع حدودًا واضحة بين العمل والحياة الشخصية.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية. 
  • ممارسة الرياضة بانتظام حيث تساعد التمارين الرياضية على تقليل التوتر وتحسين المزاج. 
  • تناول طعام صحي ومتوازن، فالتغذية الجيدة تدعم الصحة العامة وتزيد من قدرة الشخص على التعامل مع الضغوط النفسية.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، واليوغا، والتنفس العميق، والاسترخاء التدريجي للعضلات لتهدئة العقل والجسم.
  • وضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية، وتجنب جلب العمل إلى المنزل أو التحقق من رسائل البريد الإلكتروني باستمرار خارج ساعات العمل.
  • أخذ فترات راحة منتظمة حيث خذ فترات قصيرة للراحة والاسترخاء على مدار اليوم تجنب الشعور بالإرهاق.
  • تفويض المهام إن أمكن إلى أشخاص آخرين للحد من الضغط النفسي.
  • البحث عن فرص للنمو والتطور المهني ،فالشعور بالتقدم والتعلم يمكن أن يزيد من الرضا الوظيفي ويقلل من الإرهاق.
  • عدم وضع تحديات أو توقعات غير واقعية أو محاولة القيام بالكثير في وقت واحد.
  • عدم التردد في طلب الدعم من الأصدقاء، أو العائلة، أو متخصص في الصحة النفسية عند الشعور بالضغط النفسي.

هل يمكن الاستفادة من الضغط النفسي؟

على الرغم من أن الضغط النفسي غالبًا ما ينظر إليه على أنه سلبي، إلا أنه في بعض الحالات، يمكن أن يكون له عدد من الجوانب الإيجابية ويمكن الاستفادة منه بطرق معينة. 

إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها الاستفادة من الضغط النفسي:

  • يمكن للضغط النفسي المعتدل أن يحفز الشخص على العمل بجدية أكبر لتحقيق الأهداف.
  • تحسين التركيز والانتباه حيث أنه يزيد من حدة التركيز والانتباه على المهمة المطروحة.
  • تحفيز الإبداع والابتكار، في بعض الأحيان، يمكن للضغط النفسي أن يدفع الأشخاص للتفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل.
  • تعزيز الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس فالتغلب على موقف ضاغط بنجاح يمكن أن يمنح الأشخاص شعورًا بالإنجاز والثقة بالنفس، مما يعزز من القدرة على التعامل مع الضغط وط النفسية في المستقبل.
  • الضغوط النفسية تجبر الأشخاص على تحديد الأولويات والتركيز على المهام الضرورية، وإدارة الوقت بشكل أفضل. 

تحذير هام:

من الضروري التمييز بين الضغط النفسي الإيجابي الذي يحفزك ويحسن أدائك، والضغط النفسي السلبي الذي يسبب الإرهاق والمشاكل الصحية. يجب ألا تسعى بنشاط إلى زيادة الضغط النفسي، بل تعلم كيفية إدارة الضغط الموجود وتحويله إلى قوة دافعة إيجابية. إذا كان الضغط النفسي يؤثر سلبًا على حياتك، فمن المهم طلب المساعدة المهنية.

وفي الختام:

كن واعيًا بعلامات الضغط النفسي والإرهاق: تعلم التعرف على العلامات المبكرة حتى تتمكن من اتخاذ خطوات للتعامل معها قبل أن تتفاقم.

كن لطيفًا مع نفسك: تذكر أن الجميع يمر بأوقات صعبة. كن صبورًا ومتفهمًا لذاتك.

ركز على الأشياء التي يمكنك التحكم فيها: لا تضيع طاقتك في القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التأثير عليها.

المصادر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *