تعرّف على الاكتئاب وأعراضه وأسبابه، واكتشف الفرق بين الحزن والاكتئاب، مع أفضل طرق العلاج والوقاية. دليلك الشامل لفهم الاكتئاب وكيفية التغلب عليه بطريقة علمية.
الاكتئاب عبارة عن اضطراب نفسي شائع، ينطوى على تكدر المزاج أو فقدان الاستمتاع أو الاهتمام بالأنشطة لفترات طويلة من الزمن. يمكن أن يسبب مشاعر الحزن، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الجسدية والعاطفية، مما يؤثر على قدرة الشخص على العمل أو الدراسة.
يختلف الاكتئاب عن التقلبات المزاجية المعتادة والانفعالات العابرة إزاء تحديات الحياة اليومية. ويمكن أن يؤثر على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمجتمع. ويمكن أن ينتج عن مشاكل في المدرسة وفي العمل، وفي الحياة الإجتماعية بشكل عام.
ما هي أنواع الاكتئاب؟
يوجد عدة أنواع للاكتئاب، وتختلف في الأعراض والمدة والأسباب. إليك بعض الأنواع الشائعة:
- الاضطراب الاكتئابي (الاكتئاب الجزئي، الاكتئاب الخفيف، اضطراب عسر المزاج):
هو حالة من سوء المزاج تستمر لفترات طويلة ولا تؤثر بشكل ملحوظ على أداء الشخص. وقد يمر المصاب به بنوبات من الاكتئاب الشديد والخفيف، ولا يسمى بالاكتئاب الجزئي إلا إذا استمر لسنتين على الأقل.
- اضطراب عسر المزاج (الاكتئاب المزمن):
شكل مزمن من الاكتئاب، قد يستمر لمدة سنتين أو أكثر.
يؤثر بشكل كبير على حياة المصاب وقدرته على الاستمتاع بها.
- الاضطراب ثنائي القطب (الاضطراب الوجداني ثنائي القطب):
يتميز بتقلبات مزاجية شديدة، تتراوح بين نوبات اكتئاب ونوبات هوس (فرح مفرط ونشاط زائد).
- الاكتئاب الموسمي (الاضطراب العاطفي الموسمي):
يرتبط بالتغيرات الموسمية، وغالبًا ما يحدث في فصل الشتاء بسبب قلة ضوء الشمس.
تتحسن الأعراض عادةً مع بداية فصل الربيع.
- اكتئاب ما بعد الولادة:
يصيب النساء بعد الولادة، ويتميز بمشاعر حزن وقلق وإرهاق شديد.
قد يؤثر على قدرة الأم على رعاية طفلها.
- الاضطراب المزعج السابق للحيض:
يصيب النساء في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، ويتميز بأعراض اكتئاب وقلق وتهيج.
- الاكتئاب الذهاني:
هو اكتئاب شديد مصحوب بأعراض ذهانية مثل الهلوسة والأوهام.
- الاكتئاب غير النمطي:
يتميز بزيادة الشهية والنوم المفرط، بالإضافة إلى حساسية مفرطة للرفض.
- الاكتئاب الظرفي (اضطراب التكيف):
يحدث كرد فعل لحدث مرهق أو تغيير كبير في الحياة، مثل فقدان وظيفة أو وفاة شخص عزيز.
ما هي أسباب الاكتئاب؟
ليس له سبب واحد محدد، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية. إليك بعض الأسباب والعوامل التي قد تساهم في الإصابة به:
- العوامل البيولوجية:
- اختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين.
- الوراثة، يزيد التاريخ العائلي للإصابة بالاكتئاب من خطر الإصابة به.
- بعض الحالات الطبية، مثل اضطرابات الغدة الدرقية والأمراض المزمنة.
- التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء الحمل أو بعد الولادة أو انقطاع الطمث.
- العوامل النفسية:
- الأحداث الصادمة، مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض للإيذاء أو الصدمات.
- بعض السمات الشخصية، مثل تدني احترام الذات والتشاؤم.
- التوتر والإجهاد المزمن والضغوط المستمرة.
- العوامل الاجتماعية:
- الوحدة والعزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من خطر الاكتئاب.
- الصعوبات المالية والفقر يمكن أن تساهم في الاكتئاب.
- المشاكل في العلاقات الشخصية، مثل الصراعات الزوجية أو مشاكل الأسرة، يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب.
- مثل فقدان الوظيفة، أو الطلاق، أو وفاة أحد أفراد الأسرة.
- عوامل أخرى:
- بعض الأدوية قد تسبب الاكتئاب كأثر جانبي.
- تعاطي المخدرات والكحول ،يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات والكحول إلى الاكتئاب أو تفاقمه.
- اضطرابات النوم يمكن أن تساهم في الاكتئاب.
أعراض الاكتئاب
تختلف أعراضه من شخص لآخر بحسب حدة المرض ومدة الإصابة به، وتصنف كالآتي:
أعراض نفسية:
- الشعور بالحزن أو اليأس أو الفراغ
- فقدان الاهتمام أو المتعة بالأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها سابقًا
- تغيرات في الشهية، مثل فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام
- صعوبة في النوم أو النوم لفترات طويلة جدًا
- الشعور بالتعب أو فقدان الطاقة
- الشعور بالذنب أو انعدام القيمة
- صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات
- أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار
أعراض جسدية:
- صعوبة النوم ليلًا مع الاستيقاظ باكرًا، أو النوم الزائد.
- الشعور بالخمول وانعدام النشاط.
- انخفاض الشهية ونقصان الوزن، أو زيادة الشهية وزيادة الوزن.
- الصداع وآلام العضلات بلا سبب واضح.
- التحدث والتحرك ببطء.
- اضطراب الأمعاء (إمساك).
- فقدان الرغبة الجنسية.
- تغيرات في الدورة الشهرية
أعراض اجتماعية:
- الميل للعزلة والابتعاد عن الأهل والأقارب.
- عدم الاهتمام بالوجبات في العمل أو المدرسة.
- تعاطي المهدئات والكحول.
ما الفرق بين الاكتئاب والحزن؟
عند حدوث خسائر في الحياة يصعب على الشخص تحملها، من الطبيعي أن يشعر بالحزن، في الواقع ليس كل الشعور بالحزن يعد اكتئاب، فالحزن أمر طبيعي ويختلف من شخص إلى آخر.
يشبه الحزن الاكتئاب فى الجوانب التالية:
الحزن عبارة عن شعور إنساني طبيعي، يحدث نتيجة حدث مؤلم أو خسارة معينة، مثل فقدان شخص عزيز، أو خسارة وظيفة، أو انتهاء علاقة.
قد يكون مؤقتاً، ويتلاشى تدريجياً مع مرور الوقت. لا يؤثر بشكل كبير على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، ويستطيع الإنسان بعد فترة تجاوزه الاستمتاع ببعض جوانب الحياة، عادةً ما يكون مؤقتاً، وقد يستمر لأيام أو أسابيع، يرتبط بأحداث محددة.
بينما الاكتئاب:
عبارة عن اضطراب نفسي، يؤثر على المزاج والتفكير والسلوك، شعور مستمر بالحزن واليأس، وقد لا يكون له سبب واضح، أو قد يكون ناتجاً عن عوامل بيولوجية، أو نفسية، أو اجتماعية، أو مزيج منها.
يؤثر بشكل كبير على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يعيق القدرة على العمل أو الدراسة.
يستمر لفترة طويلة، قد تصل إلى أسابيع أو شهور أو حتى سنوات.
هل يؤدي الاكتئاب إلى الانتحار؟
الاكتئاب هو أحد عوامل الخطر الرئيسية للانتحار. الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أكثر عرضة للتفكير في الانتحار ومحاولة الانتحار من الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب.
إليك بعض النقاط المهمة:
الاكتئاب الشديد يزيد من خطر الانتحار، عندما يكون الاكتئاب شديدًا، يمكن أن يؤدي إلى شعور باليأس وانعدام القيمة، مما يجعل الشخص يشعر أن الانتحار هو الحل الوحيد.
هناك بعض العوامل الاخرى التي تزيد من خطر الانتحار لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب، مثل:
- تاريخ سابق لمحاولة الانتحار
- تعاطي المخدرات أو الكحول
- وجود تاريخ عائلي للانتحار
- الأمراض العقلية الأخرى
- الأحداث الحياتية المجهدة
وأيضاً إذا كان الشخص المصاب بالاكتئاب لديه أفكار انتحارية، فهذا يشير إلى وجود خطر كبير للانتحار.
هل يوجد علاج للاكتئاب؟
يوجد علاجات فعالة الاكتئاب، وتشمل العلاج النفسي والأدوية، تشكل العلاجات النفسية الحل الأول لعلاج الاكتئاب، ولا يلزم استخدام الأدوية في حالات الاكتئاب الخفيف.
وتشمل العلاجات النفسية الفعالة الآتي:
- التنشيط السلوكي
- العلاج السلوكي المعرفي
- العلاج النفسي التفاعلي
- العلاج بأسلوب حل المشكلات.
في الختام
- الاكتئاب مرض وليس مجرد ضعف ولا يجب الاستهانة به أو اعتباره مجرد حالة مزاجية عابرة.
- طلب المساعدة ليس عيبًا، يعد الذهاب إلي طبيب أو معالج نفسي هو الخطوة الأولى نحو التعافي.
- يمكن للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أن يعيشوا حياة صحية وسعيدة من خلال العلاج المناسب.
- الدعم المجتمعي مهم جداً في حالات الاكتئاب، حيث يجب علينا جميعًا أن نكون أكثر تفهمًا وتعاطفًا مع الأشخاص الذين يعانون منه.
- الوقاية خير من العلاج، تبني نمط حياة صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول طعام متوازن، يمكن أن يساعد في الوقاية من الاكتئاب.
- الأفكار الانتحارية يجب التعامل معها بجدية تامة، وطلب المساعدة الفورية من المختصين
المصادر