اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو نوع من اضطرابات الشخصية يتميز بنمط مستمر من تجاهل حقوق الآخرين أو انتهاكها وعدم مراعاة مشاعرهم. ويعتبر من أكثر الاضطرابات النفسية المثيرة للجدل، لأنه يرتبط غالبًا بالسلوك الإجرامي، الكذب، التلاعب، وانعدام التعاطف مع الآخرين. لكن الحقيقة ليس كل شخص غير اجتماعي أو متمرد يكون مصابًا بهذا الاضطراب. تتصف الشخصية المعادية للمجتمع بأنماط شائعة كالاستخفاف بحقوق الآخرين أو انتهاكها. وقد يكون لدىه أيضاً افتقار للحس الأخلاقي أو الضمير، تاريخ لأعمال إجرامية، مشاكل قانونية، وسلوك اندفاعي وعدواني.
في هذه المقالة، سنتعرف على هذا الاضطراب، أسبابه، أعراضه، وكيفية التعامل مع الشخص المصاب به.
أسباب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
لا يوجد سبب واضح ومحدد لاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ولكن يُعتقد بأنه ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.
- العوامل الوراثية: قد يكون لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو اضطرابات الشخصية الأخرى خطر متزايد للإصابة بهذا الاضطراب.
- العوامل البيئية: قد تشمل عوامل الخطر الأخرى التعرض للإيذاء أو الإهمال في مرحلة الطفولة، والتنشئة في بيئة غير مستقرة أو عنيفة وبعض الصدمات.
- خلل في الدماغ: بعض الأبحاث أظهرت أن هناك اختلافات في بنية الدماغ، خصوصًا في المناطق المسؤولة عن التحكم في العواطف واتخاذ القرارات.
خصائص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
- غياب التعاطف والندم: صعوبة في فهم أو مشاركة مشاعر الآخرين، وعدم الشعور بالندم أو الذنب تجاه الأفعال المؤذية.
- التلاعب والخداع: استخدام الكذب والتلاعب لتحقيق الأهداف الشخصية، واستغلال الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية.
- الاندفاعية والتهور: اتخاذ قرارات متهورة دون تفكير في العواقب، والميل إلى التصرف بشكل اندفاعي وغير مسؤول.
- العدوانية والعنف: سهولة الغضب والانفعال، والميل إلى استخدام العنف لحل المشاكل أو تحقيق الأهداف.
- انتهاك القواعد والقوانين: صعوبة في الالتزام بالقواعد والقوانين، والميل إلى تجاهلها أو انتهاكها.
- صعوبة في العلاقات: صعوبة في بناء علاقات صحية والحفاظ عليها، بسبب عدم القدرة على التعاطف والثقة بالآخرين.
- الاستخفاف بسلامة نفسه أو سلامة الآخرين.
كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟
يبدأ اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع في وقت مبكر من الحياة، وعادةً في سن 8 سنوات. ويتم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع على أنه اضطراب سلوكي في مرحلة الطفولة، ويتحول التشخيص إلى اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في سن 18 عامًا إذا استمرت السلوكيات المعادية للمجتمع. وعلى الرغم من أن الاضطراب مزمن ويستمر مدى الحياة بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، إلا أنه يميل إلى التحسن مع تقدم العمر. ويرتبط ظهوره في وقت مبكر بتشخيص أسوأ.
يتم تشخيص اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع بواسطة أطباء نفسيين مختصين بناءً على معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية.
مضاعفات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع:
قد يؤدي اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع إلى مجموعة من المضاعفات، بما في ذلك:
- الاكتئاب والقلق.
- إدمان الكحول أو المخدرات.
- المشاكل القانونية.
- الانتحار.
هل هناك علاج؟
لا يوجد علاج شاف لاضطراب الشخصية المعادي للمجتمع، ولكن قد يساعد العلاج النفسي والعلاج الدوائي في بعض الحالات على تحسين الأعراض وتقليل السلوكيات المؤذية. يعد هذا الاضطراب من أصعب الاضطرابات في العلاج لأن المصاب به نادرًا ما يعترف بأن لديه مشكلة. لكن هناك بعض الطرق التي قد تساعدفي العلاج وتتضمن ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي : يساعد في تعديل أنماط التفكير والسلوك.
الأدوية: لا يوجد دواء محدد، لكن بعض الأدوية قد تُستخدم لعلاج الأعراض المصاحبة مثل العدوانية أو الاكتئاب.
التدخل المبكر: كلما تم اكتشاف المشكلة في سن مبكرة، زادت فرصة تحسين السلوك.
كيف تتعامل مع شخص مصاب بـ اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟
التعامل مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع قد يكون مرهقًا، لكن هناك بعض النصائح المهمة:
ضع حدودًا واضحة: لا تسمح له بالتلاعب بك أو استغلالك.
لا تحاول تغييره بنفسك: هذا أمر معقد ويتطلب تدخل مختصين.
احمِ نفسك: إذا كنت في علاقة مع شخص مؤذٍ نفسيًا أو جسديًا، لا تتردد في الابتعاد وطلب المساعدة.
التصنيف الإحصائي الدولي العاشر للأمراض والمشاكل المتعلقة بالصحة
يوجد لدى التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشاكل المتعلقة بالصحة التابع لمنظمة الصحة العالمية، تشخيص يدعى اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
ويتصف هذا الاضطراب بثلاثة على الأقل مما يلي:
- اللامبالاة القاسية لمشاعر الآخرين.
- المواقف الكثيرة والمتكررة الدالة على عدم تحمل المسؤولية والاستخفاف بالمعايير الاجتماعية، القوانين، والالتزامات.
- عدم القدرة على الحفاظ على علاقات دائمة، على الرغم من عدم وجود صعوبة في إقامتها.
- قلة التسامح التي تصل إلى حد الإحباط وعتبة (عتبة الاستجابة النفسية) منخفضة للتخلص من العدوانية، بما في ذلك العنف.
- عدم القدرة على تجربة الشعور بالذنب أو الاستفادة من التجارب لاسيما العقاب.
- الاستعداد الملحوظ لالقاء اللوم على الآخرين أو تقديم تبريرات معقولة للسلوك الذي قاد الشخص على الانخراط في صراع مع المجتمع.
ختاماً
يتسم اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بنمط من السلوك غير المسؤول اجتماعيًا والاستغلالي والبرئ من الذنب. ويرتبط اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع باضطرابات الصحة العقلية والإدمان والأمراض الطبية. ومعدلات الوفاة الطبيعية وغير الطبيعية (الانتحار والقتل والحوادث) مفرطة.
ويعد اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع مؤشرًا على ضعف الاستجابة للعلاج. يبدأ هذا الاضطراب في وقت مبكر من الحياة، وعادة في سن 8 سنوات. ويتم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع على أنه اضطراب سلوكي في مرحلة الطفولة، ويتحول التشخيص إلى اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في سن 18 عامًا إذا استمرت السلوكيات المعادية للمجتمع. وعلى الرغم من أن الاضطراب مزمن ويستمر مدى الحياة بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، إلا أنه يميل إلى التحسن مع تقدم العمر. ويرتبط ظهوره في وقت مبكر بتشخيص أسوأ. وتشمل العوامل المعتدلة الأخرى الزواج والتوظيف والسجن المبكر (أو الحكم أثناء الطفولة) ودرجة التنشئة الاجتماعية.
ويعد هذا الاضطراب هو حالة معقدة تتطلب فهمًا وتعاطفًا. من المهم أن ندرك أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب ليسوا بالضرورة أشرارًابطبيعتهم، بل هم يعانون من حالة نفسية تؤثر على سلوكهم وتفكيرهم.