اضطرابات القلق

اضطرابات القلق: كيف نتخلص منها بطريقة آمنة بدون مضاعفات؟

 اضطرابات القلق من أكثر المشكلات النفسية شيوعاً في عصرنا الحالي، حيث يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم نتيجة لضغوط الحياة اليومية، العمل، أو حتى لأسباب صحية. وعلى الرغم من أن القلق قد يكون طبيعياً في بعض المواقف، إلا أن استمراره قد يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية. لذا، يبحث الكثيرون عن طرق فعالة للتخلص من القلق بدون اللجوء إلى الأدوية أو التعرض لمضاعفات.

في هذا المقال، سنتناول أسباب القلق الشائعة، ونستعرض أفضل الطرق الطبيعية والآمنة للتخلص منه مثل تمارين الاسترخاء، تنظيم النوم، التغذية الصحية، والتقنيات الذهنية مثل التأمل والتنفس العميق. كما سنقدم نصائح ذهبية للمحافظة على هدوءك النفسي وتحقيق التوازن في حياتك بعيداً عن القلق والتوتر.

ما هو القلق؟

القلق رد فعل طبيعي تجاه الخطر، يعد استجابة الجسم التلقائية نتيجة التعرض للتهديد أو الضغط أو مواجهة مواقف صعبة. لا يعتبر القلق أمراً سيئاً، فه يساعد الشخص على البقاء متيقظاً ومركزاً، كما أنه يحفز على حل المشاكل، ولكن عندما يكون القلق مستمراً ويتداخل مع سير الحياة اليومية ويعمل على إعاقتها، فإنه في هذه الحالة يتحول من القلق الطبيعي إلى مرحلة اضطراب القلق، والتي تعد مجموعة من المترابطة وليس اضطراباً واحداً، وتختلف أعراضها من شخص لآخر.

ما هي نوبة القلق؟

تحدث نوبة القلق عندما تتراكم عوامل التوتر أو المخاوف مع مرور الوقت. على سبيل المثال، قد يؤدي صراع في علاقة عاطفية أو جدول عمل مزدحم إلى زيادة قلقك تدريجيًا حتى تشعر بالإرهاق التام لفترة من الوقت. خلال فترة نوبة القلق، قد تعاني من أعراض مثل قلة التركيز والتوتر والانفعال. كما قد تشعر بالأرق والتعب السريع.

ما الفرق بين نوبات الهلع ونوبات القلق؟

من الصعب التمييز بين نوبات القلق ونوبات الهلع، لأن كليهما يشتركان في بعض الأعراض المتشابهة، ولكن هناك فروق رئيسية للتمييز بينهم وتتمثل في التالي:

نوبات القلق: تحدث عادةً استجابةً لضغوطات أو مواقف معينة، وغالباً ما تكون مرتبطة بمخاوف أو قلق مستمر. 

تكون أقل حدة من نوبات الهلع، تشمل التوتر، والعصبية، والخوف، وصعوبة التركيز. كما أنها تشمل أيضاً أعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب، والتعرق، وارتعاش اليدين..

نوبات الهلع: عادة ما تحدث فجأة ودون سبب واضح، قد تكون مصحوبة بشعور قوى بالخوف والرعب.

تكون أكثر حدة من نوبات القلق.

تشمل أعراض نوبة الهلع ما يلي:

  • موجة من الذعر الشديد.
  • الشعور بفقدان السيطرة أو الجنون.
  • خفقان القلب أو ألم في الصدر.
  • أشعر وكأنك على وشك الإغماء.
  • صعوبة في التنفس أو الشعور بالاختناق.
  • فرط التنفس.
  • الهبات الساخنة أو القشعريرة.
  • ارتجاف أو اهتزاز.
  • الغثيان أو تقلصات المعدة.
  • الشعور بالانفصال أو عدم الواقعية.

أسباب اضطرابات القلق

توجد مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة باضطرابات القلق، وتشمل ما يلي:

  1. 1. العوامل البيولوجية وتتمثل في:
  • الوراثة: يمكن أن يكون للقلق مكون وراثي، مما يعني أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات القلق يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.
  • الكيمياء الحيوية للدماغ: يمكن أن تؤدي الاختلالات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والنورابينفرين، إلى اضطرابات القلق.
  • الحالات الطبية: يمكن أن تسبب بعض الحالات الطبية، مثل أمراض القلب والغدة الدرقية، أعراضًا مشابهة للقلق.
  1. العوامل النفسية وتشمل: 
  • الصدمات: يمكن أن تؤدي التجارب الصادمة، مثل الاعتداء أو الحوادث، إلى اضطرابات القلق.
  • الشخصية: بعض السمات الشخصية، مثل الكمالية والمتشائمة، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالقلق.
  • الضغوطات: يمكن أن تؤدي الضغوطات المزمنة، مثل مشاكل العمل أو العلاقات، إلى اضطرابات القلق.
  1. العوامل البيئية:
  • الأحداث المجهدة: يمكن أن تؤدي الأحداث المجهدة، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو تغيير كبير في الحياة، إلى اضطرابات القلق.
  • تعاطي المخدرات والكحول: يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات والكحول إلى تفاقم أعراض القلق.
  • الكافيين: حيث يمكن أن يزيد الكافيين من الشعور بالقلق.
  1. عوامل أخرى:
  • بعض الأدوية: يمكن أن تسبب بعض الأدوية أعراضًا جانبية تشبه القلق.
  • التدخين: حيث يزيد النيكوتين من الشعور بالقلق.

ما هي أعراض القلق؟

يمكن أن تختلف أعراض القلق من شخص لآخر، وتتراوح بين أعراض خفيفة إلى شديدة. إليك بعض الأعراض الشائعة للقلق:

الأعراض النفسية:

  •  الشعور الدائم بالتوتر والقلق بشأن الأحداث اليومية.
  •  الشعور بالخوف الشديد دون سبب واضح.
  •  صعوبة في التركيز على المهام أو اتخاذ القرارات.
  •  صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا.
  •  الشعور بالضيق والغضب بسهولة.
  • وجود أفكار سلبية أو مقلقة لا يمكن السيطرة عليها.
  •  الشعور بصعوبة في التنفس أو ضيق في الصدر.
  •  الشعور بأن هناك شيئًا سيئًا على وشك الحدوث.

الأعراض الجسدية:

  • زيادة في معدل ضربات القلب.
  •  التعرق الزائد حتى في الطقس البارد.
  •  رعشة في اليدين أو الجسم.
  •  صعوبة في التنفس أو الشعور بالاختناق.
  •  ألم أو ضغط في منطقة الصدر.
  •  الشعور بالغثيان أو مشاكل في الجهاز الهضمي.
  •  الشعور بالدوار وعدم التوازن.
  • صداع متكرر أو شديد.
  •  شد في العضلات، خاصة في الرقبة والكتفين.
  •  الشعور بالتعب الشديد حتى بعد الراحة.

ما هي أنواع القلق؟

  • اضطراب القلق العام: قلق مفرط بشأن الأحداث اليومية.
  • اضطراب الهلع: نوبات مفاجئة من الخوف الشديد.
  • اضطراب القلق الاجتماعي: خوف شديد من المواقف الاجتماعية.
  • اضطراب ما بعد الصدمة: قلق ناتج عن تجربة صادمة.

ما هو علاج اضطرابات القلق؟

يعتمد علاج اضطرابات القلق على نوع الاضطراب وشدته، ويمكن أن يشمل مجموعة من الأساليب، بما في ذلك:

  1. العلاج النفسي ويشمل
  • العلاج السلوكي المعرفي، يساعد هذا العلاج على تحديد أنماط التفكير السلبية والسلوكيات التي تساهم في القلق وتغييرها، يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر أنواع العلاج النفسي فعالية لاضطرابات القلق.
  • العلاج بالتعرض حيث يتم تعريض المريض تدريجيًا للمواقف أو الأشياء التي تثير القلق، وذلك بهدف تقليل الخوف والتجنب.
  1. الأدوية: تهدف الأدوية إلى علاج الأعراض الناتجة عن القلق، ولكنها لا تعالج المرض نفسه. وتتمثل في:
  • مضادات الاكتئاب:

يمكن استخدام بعض أنواع مضادات الاكتئاب، لعلاج اضطرابات القلق.

  • مضادات القلق:

يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للقلق لتخفيف أعراض القلق على المدى القصير.

يجب استخدام هذه الأدوية بحذر وتحت إشراف الطبيب، لأنها قد تسبب الإدمان.

  • أدوية أخرى:

قد يتم وصف أدوية أخرى، لتخفيف الأعراض الجسدية للقلق، مثل تسارع ضربات القلب والارتعاش.

كيف تتخلص من القلق بطرق آمنة وبدون مضاعفات؟

لعلاج اضطرابات القلق بطرق آمنة نتبع الآتي:

  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • اتباع نظام غذائي صحي. 
  • تجنب الكافيين والكحول. 
  • تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل والتنفس العميق.

في الختام

 فهم طبيعة القلق وأسبابه وأعراضه هو الخطوة الأولى نحو استعادة السيطرة على حياتنا. من خلال البحث عن الدعم المناسب وتبني استراتيجيات صحية للتعامل معه، يمكننا تقليل تأثيره وعيش حياة أكثر هدوءًا وراحة.

المصادر

مصدر 1

مصدر 2

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *