إدمان قطرات العين

 إدمان قطرات العين: حقيقة أم خيال؟

انتشر في الآونة الأخيرة الحديث عن إدمان قطرات العين، خاصةً تلك التي تحتوي على مادة الـ تروبيكاميد مثل قطرة ميدرابيد. البعض يعتبر هذه القضية مجرد شائعة، والبعض الآخر يرى أنها مشكلة حقيقية تهدد صحة الشباب. في هذه المقالة، سنقوم بتحليل هذه الظاهرة، وتوضيح مخاطرها، وكيفية الوقاية منها.

ما هي قطرات العين؟ ولماذا تستخدم؟

قطرات العين هي محلول طبي يستخدم لعلاج العديد من مشاكل العين، مثل:

  • تسهيل فحص قاع العين، أو قبل إجراء بعض العمليات الجراحية.
  • تخفيف الالتهابات لاحتوائها على مواد مضادة للالتهاب لتخفيف الاحمرار والحكة.
  • ترطيب العين لحمايتها من الجفاف.

كيف يبدأ إدمان قطرات العين؟

إدمان قطرات العين يبدأ لحجة مرضية، بحيث يستخدمها الشخص للتخفيف من احمرار العين، أو الجفاف الناتج عن العمل الطويل أمام الشاشات أو التعرض للظروف البيئية القاسية. تحتوي بعض أنواع القطرات على مواد مقلصة للأوعية الدموية تعمل على إزالة الاحمرار بسرعة، مما يعطي شعورًا فوريًا بالراحة والنقاء.

ومع ذلك، الاستخدام المتكرر والمستمر، قد يلاحظ الشخص أن تأثير القطرة يبدأ في التلاشي سريعًا، مما يدفعه لاستخدامها بشكل أكثر تكرارًا. هذا الاستخدام المفرط يؤدي إلى الإدمان ويعرف بمصطل إدمان قطرات العين. وأيضا احتواء بعض القطرات على بعض المواد التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي مثل مادة الـ تروبيكاميد، مما  يسبب شعور بالنشوة والانتشاء عند بعض الأشخاص، مما يدفعهم إلى إساءة استخدامها ومن ثم إدمانها ويعد هذا النوع من القطرات مثل باقي الأدوية التى تسبب الإدمان مع استخدمها المستمر. 

النظرة الطبية لقطرة ميدرابيد

تحتوى قطرة ميدرابيد على مركب طبي يعرف باسم (تروبيكاميد) وهو أحد مشتقات الأتروبين، وتتوافر في الصيدليات بتركيز 5 مللي جرام وتركيز 10 مللي جرام. تعمل هذة القطرة على ارتخاء عضلة حدقة العين بعد وضعها موضعيا على العين مما تسبب استرخاء حدقة العين واتساعها، الأمر الذي يساعد طبيب الرمد على فحص قاع العين بدقة ويمكنه من إجراء بعض العمليات الجراحية الدقيقة للعين بسهولة.

الجدير بالذكر أن مفعول قطرة ميدرابيد يبدأ بعد حوالي 15 دقيقة من وضعها في العين ويستمر من 4 ساعات إلى 24 ساعة بحد أقصى، وبسبب ارتخاء عضلة حدقة العين يصاب المريض بتشوش الرؤية ويحذره الطبيب من قيادة السيارة أو العمل على أي آلة حادة خلال مدة عمل القطرة، كما يحذر الإطباء أيضا من الاستخدام المتكرر لمنع إدمانه فيما يعرف بإدمان قطرات العين.

احتياطات استخدام قطرة ميدرابيد

1. تجنب لمس العين مباشرة

استخدم القطرة حسب توجيهات الطبيب، ولا تلمس طرف الزجاجة لتجنب التلوث.

2. تجنب القيادة بعد الاستخدام

تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية وحساسية الضوء بسبب توسيع حدقة العين، لذا يجب تجنب القيادة أو تشغيل الآلات حتى تزول التأثيرات.

3. الحذر مع مرضى الجلوكوما (المياه الزرقاء)

لا ينصح باستخدامها في حالات الجلوكوما ضيقة الزاوية، لأنها قد تزيد من ضغط العين.

4. استخدام النظارات الشمسية

بعد الاستخدام، تصبح العين أكثر حساسية للضوء، لذا يُفضل ارتداء نظارات شمسية لحماية العين من الإضاءة القوية.

5. تجنب استخدامها لفترات طويلة دون استشارة الطبيب

الاستخدام المتكرر أو المطوّل قد يسبب جفاف العين أو تهيجها، لذا لا تستخدمها إلا عند الحاجة الطبية.

6. التفاعل مع الأدوية الأخرى

  • أخبر طبيبك إذا كنت تتناول أدوية أخرى، خاصة مضادات الهيستامين أو أدوية القلب، لأنها قد تزيد من التأثيرات الجانبية.

7. الحذر مع الأطفال وكبار السن

  • قد يكونون أكثر حساسية للآثار الجانبية مثل جفاف الفم، وزيادة معدل ضربات القلب، والارتباك.

أضرار إدمان قطرات العين

إساءة استخدام قطرات العين له العديد من الأضرار الصحية والنفسية، منها:

  • أضرار العين: قد يؤدي الاستخدام المتكرر لهذه القطرات إلى تلف القرنية، وزيادة ضغط العين، وزيادة حساسية العين للضوء، وزيادة جفاف العين.
  • أضرار عصبية: قد يؤثر تروبيكاميد على الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب اضطرابات في النوم، وزيادة في ضربات القلب، وصعوبة في التركيز.
  • أضرار نفسية: قد يؤدي إدمان قطرات العين إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.
  • أضرار اعتمادية: قد يصبح الشخص معتمداً على هذه القطرات، ويواجه صعوبة في التوقف عن استخدامها.

ما هي أعراض إدمان قطرات العين؟

  • اتساع حدقة العين.
  • ارتفاع حرارة الجسم.
  • الهلاوس السمعية والبصرية.
  • فقدان الوعي وعدم الاستجابة.
  • أحلام اليقظة.
  • الصداع.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • التشنجات.
  • الهياج الحركي والعنف.
  • افكار انتحارية.
  • اضطرابات النوم.

قد يتسبب تعاطي قطرة العين في الموت المفاجئ سواء بعد خلطها بالهيروين أو حقنها بالوريد.

كيف نتجنب الإدمان على قطرات العين؟

  • الاستخدام الصحيح: يجب استخدام قطرات العين فقط وفقاً لوصفة الطبيب، والالتزام بالجرعة المحددة.
  • التوعية: يجب توعية الشباب بمخاطر إساءة استخدام الأدوية، بما في ذلك قطرات العين.
  • الرعاية الصحية: يجب على الأهل مراقبة أبنائهم، والتأكد من عدم استخدامهم أي أدوية دون استشارة الطبيب.
  • العلاج: في حالة وجود أي مشكلة، يجب التوجه إلى الطبيب لتلقي العلاج المناسب.

علاج إدمان قطرات العين

 

إدمان قطرات العين مشكلة صحية خطيرة تتطلب تدخلاً متخصصاً. لحسن الحظ، هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لمساعدة الأشخاص على التغلب على هذا الإدمان والعودة إلى حياة صحية وسليمة.

مراحل العلاج

  1. الاعتراف بالمشكلة: الخطوة الأولى والأهم هي الاعتراف بوجود المشكلة والرغبة في التغيير. هذا الاعتراف هو الأساس لبدء عملية التعافي.
  2. التقييم الطبي: يقوم الطبيب بإجراء تقييم شامل لحالة الشخص المدمن لتحديد مدى الإدمان والمشاكل الصحية المصاحبة له.
  3. انسحاب تدريجي: يتم تقليل الجرعة تدريجياً تحت إشراف طبي لتجنب حدوث أعراض الانسحاب الشديدة.
  4. الدعم الاجتماعي: تلعب العائلة والأصدقاء دوراً هاماً في دعم الشخص المدمن خلال رحلة التعافي. يمكن الانضمام إلى مجموعات الدعم التي توفر بيئة آمنة لتبادل الخبرات والدعم
  5.   التدريب على المهارات الحياتية: يهدف إلى تعليم المهارات التي تساعد في التعامل مع الضغوطات ومواجهة التحديات دون اللجوء إلى المخدرات.
  6.   البرامج المستمرة والمتابعة: بعد انتهاء فترة العلاج المكثف، قد تكون برامج المتابعة مثل العلاج المتواصل أو مجموعات الدعم مثل “زمالة المدمنين المجهولين”  ضرورية لضمان استمرار التعافي ومنع الانتكاس.
  7.   الأنشطة البدنية والتغذية: تشجيع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة وتناول غذاء متوازن يمكن أن يساعد في التعافي البدني والنفسي.
  8.   الدعم النفسي والعلاج العاطفي: قد يتطلب الأمر معالجة المشكلات النفسية مثل القلق والاكتئاب التي قد تكون مرتبطة بالإدمان.

ختاماً

إدمان قطرات العين مشكلة حقيقية، ولكنها ليست نهاية المطاف. بالرعاية الطبية المناسبة والدعم النفسي، يمكن للفرد التغلب على هذا الإدمان والعودة إلى حياة صحية وسعيدة. تذكر أن التعافي هو رحلة، وليس وجهة، وأن كل خطوة صغيرة نحو الشفاء هي انتصار.

المصادر

مصدر 1

مصدر 2

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *