إدمان المنومات

إدمان المنومات مشكلة حقيقية وخطيرة أكثر مما يظن البعض

تشير الدراسات إلى أن إدمان المنومات أصبح مشكلة عالمية. نظراً لتواجدنا داخل عالم متسارع ، حيث أصبح الأرق رفيقاً دائماً للكثيرين. لذا يلجأ البعض إلى المنومات كحل سريع، ولكنهم بعض الوقت قد يقعون في فخ الإدمان. دعونا نتعمق في هذا الموضوع، لنتعرف على أبعاد هذه المشكلة وكيفية مواجهتها.

 

ماهي المنومات؟

المنومات هي أدوية مصممة خصيصًا لمساعدة الأشخاص على النوم. تعرف هذه الأدوية أيضًا باسم “أقراص النوم” أو “الحبوب المنومة”. تعمل المنومات عن طريق التأثير في المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ التي تنظم دورة النوم والاستيقاظ.

هناك العديد من الأنواع المختلفة من المنومات المتاحة، ولكل نوع طريقة عمل مختلفة. بعض المنومات تجعل من السهل عليك أن تنام، في حين أن البعض الآخر يساعدك على البقاء نائمًا طوال الليل.

تتوفر المنومات في كل من الأدوية التي تصرف بوصفة طبية والأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية. من المهم التحدث مع طبيبك قبل تناول أي نوع من المنومات، حتى يتمكن من تحديد ما إذا كانت آمنة ومناسبة لك.

ما هو إدمان المنومات؟

يحدث إدمان المنومات عندما يتكيف الجسم مع التغيرات التي تسببها الحبوب المنومة في المخ، للدرجة التي تجعل الشخص يعاني من أعراض الانسحاب عند التوقف تناولها.

كيف يحدث الادمان؟

إدمان المنومات هو حالة معقدة تتطور تدريجياً، وتتلخص على النحو التالي:

1. البداية: استخدام عرضي أو مؤقت

  • الأرق أو صعوبة النوم: يبدأ الشخص بتناول المنومات بشكل عرضي أو مؤقت للتغلب على الأرق أو صعوبة النوم. قد يكون ذلك بسبب ضغوط الحياة، أو تغيرات في الروتين، أو مشاكل صحية أخرى.
  • الشعور بالراحة: يشعر الشخص بالراحة والاسترخاء بعد تناول المنوم، مما يعزز لديه فكرة أن المنوم هو الحل الأمثل لمشاكل النوم.

2. تطور الاعتماد النفسي

  • زيادة التردد: يبدأ الشخص بتناول المنومات بشكل أكثر تكراراً، حتى في الأيام التي لا يعاني فيها من الأرق.
  • الاعتقاد بالحاجة للمنوم: يعتقد الشخص أنه لا يستطيع النوم بدون المنوم، ويبدأ في الاعتماد عليه نفسياً.
  • القلق بشأن عدم وجود المنوم: يشعر الشخص بالقلق والتوتر إذا لم يكن لديه منوم في متناوله.

3. تطور التحمل

  • الحاجة لجرعة أكبر: مع مرور الوقت، يحتاج الجسم إلى جرعة أكبر من المنوم للحصول على نفس التأثير الذي كان يحصل عليه في السابق.
  • زيادة الجرعة أو تكرارها: يبدأ الشخص في زيادة جرعة المنوم أو تكرارها للحصول على التأثير المطلوب.

4. الاعتماد الجسدي

  • ظهور أعراض الانسحاب: عند محاولة التوقف عن تناول المنوم، تظهر أعراض انسحاب مزعجة مثل الأرق، والقلق، والاكتئاب، والتهيج، والرعشة، والتعرق، والغثيان، والقيء.
  • الاستمرار لتجنب الأعراض: يستمر الشخص في تناول المنوم لتجنب ظهور أعراض الانسحاب، مما يزيد من اعتماده عليه جسدياً.

5. الإدمان

  • فقدان السيطرة: يفقد الشخص السيطرة على تناول المنوم، ويصبح غير قادر على التوقف عن استخدامه رغم إدراكه لأضراره.
  • تأثيرات سلبية على الحياة: يؤثر إدمان المنومات سلباً على حياة الشخص الاجتماعية والمهنية والشخصية، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية خطيرة.

أعراض إدمان المنومات

عند الإكثار من تناول الأدوية المنومة، نجد أنك قد تعاني من بعض أعراض الإدمان التي تنشأ مع الاعتماد عليها وإساءة استخدامها. وقد تعاني من هذه الأعراض في الوقت الذي تمتنع فيه عن تناول الحبوب. ومع ذلك، فقد وجد أن الأشخاص المدمنين على الحبوب المنومة قد يعانون من الأعراض التالية ويشعرون بالتعب والنعاس طوال اليوم وليس فقط في الليل. وتتمثل في الآتي:

1- النعاس              2-  فقدان الذاكرة

3- الهلوسة              4- القلق

5- الإرتباك              6- التوتر

7- عدم الاستقرار الجسدي

علاج إدمان المنومات

علاج إدمان المنومات يمثل تحديًا هامًا، ولكنه ممكن وفعال. يتطلب العلاج عادةً اتباع نهج شامل يتضمن عدة مراحل، وأهمها:

1. التقييم الشامل

  • التاريخ الطبي والنفسي
  • فحص الأعراض الانسحابية
  • تقييم الاعتماد على المنوم  سواء كان جسدياً أو نفسياً

2. إزالة السموم

  • التوقف التدريجي: يتم تقليل جرعة المنوم تدريجيًا تحت إشراف الطبيب، وذلك لتجنب ظهور أعراض الانسحاب الشديدة.
  • الأدوية المساعدة: قد يتم استخدام بعض الأدوية للمساعدة في تخفيف أعراض الانسحاب، مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق.
  • المراقبة الدقيقة: يجب مراقبة المريض عن كثب خلال فترة إزالة السموم، وذلك للتأكد من سلامته وتقديم الدعم اللازم له.

3. العلاج النفسي

  • العلاج السلوكي المعرفي : يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض على تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تساهم في الأرق وإدمان المنومات.
  • العلاج الجماعي: يوفر العلاج الجماعي الدعم والتشجيع من قبل مجموعة من الأشخاص الذين يمرون بتجارب مماثلة.
  • المقابلات التحفيزية: تساعد المقابلات التحفيزية المريض على زيادة دافعيته للتغيير والالتزام بالعلاج.

4. إعادة التأهيل

  • برامج إعادة التأهيل: قد يحتاج بعض المرضى إلى دخول مراكز إعادة التأهيل للحصول على علاج مكثف ودعم مستمر.
  • مجموعات الدعم: يمكن أن توفر مجموعات الدعم، الدعم والتشجيع للمرضى خلال فترة التعافي.

5. المتابعة والرعاية المستمرة

  • الوقاية من الانتكاس: من المهم المتابعة المستمرة مع الطبيب أو المعالج النفسي بعد الانتهاء من العلاج، وذلك للوقاية من الانتكاس والتعامل مع أي مشاكل قد تظهر.
  • تطوير استراتيجيات التأقلم: يتعلم المريض خلال العلاج استراتيجيات صحية للتأقلم مع الأرق والتعامل مع الضغوط النفسية دون اللجوء إلى المنومات

مخاطر إدمان الحبوب المنومة

    • مشاكل صحية: يمكن أن يؤدي إدمان الحبوب المنومة إلى مشاكل صحية مثل الاكتئاب، والقلق، ومشاكل في الذاكرة والتركيز، ومشاكل في الجهاز الهضمي، ومشاكل في القلب والأوعية الدموية.
    • زيادة خطر الحوادث: يزيد إدمان الحبوب المنومة من خطر الحوادث بسبب النعاس والدوخة وضعف التنسيق.
    • تدهور العلاقات: يمكن أن يؤدي إدمان الحبوب المنومة إلى تدهور العلاقات مع العائلة والأصدقاء.
    • مشاكل مالية: قد يؤدي إدمان الحبوب المنومة إلى مشاكل مالية بسبب تكلفة شراء الحبوب.
  • تأثيرات جانبية خطيرة: مثل الدوخة، اضطرابات المزاج، الاكتئاب.
  • متلازمة الانسحاب: عند التوقف المفاجئ، قد تعاني من أرق شديد، توتر، تعرق، وأحيانًا نوبات تشنجية.

من هم الاكثر عرضة للاصابة بإدمان المنومات؟

يمكن لأي شخص أن يصاب بالإدمان على الحبوب المنومة، بغض النظر عن الجنس أو العمر أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تساهم في الإدمان على الحبوب المنومة، وتتمثل في الآتي:

  • الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإدمان.
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
  • الأشخاص الذين يتناولون المنومات لفترة طويلة.

ختاماً

إدمان المنومات مشكلة خطيرة، ولكنها قابلة للوقاية. يجب علينا أن نكون على دراية بمخاطر المنومات وأن نستخدمها بحذر وتحت إشراف الطبيب فقط.

المصادر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *